وقال أبو عمرو : والصّبيب : الجليد. وأنشد لابن عباب (١) : [من الطويل]
ولا كلب إلا والج أنفه استه |
|
وليس بها إلا صبا وصبيبها |
قوله تعالى : (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ)(٢) من باب الاستعارة البليغة ؛ جعل السّوط مما يصبّ إيذانا بسرعة لحاقة بمن يقع به ، وأنه في نزوله عليه كنزول الشيء (٣) المصبوب. وأشياء أخر يطول الكتاب بذكرها ، فلله درّ فصاحة القرآن ، لا تنحصر وجوهها.
ويقال : صبّ إلى كذا صبابة بمعنى سالت نفسه محبة نحو (٤) من يهواه. والصّبّ : من به صبابة. وهو صبّ بكذا : مولع به. وفي الحديث : «كان يختضب بالصّبيب» (٥) الصّبيب هنا قال أبو عبيد : أظنّه ماء ورق السّمسم أو نحوه من نبات الأرض ، ولون مائه أحمر يعلوه سواد (٦). وفي غير هذا هو العرق كما تقدّم. وقيل : الدّم. والصّبابة : البقيّة من الماء في الإناء. وفي الحديث : «إنّ الدّنيا آذنت بصرم وولّت حذّاء فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء» (٧).
الصّبابة : البقيّة اليسيرة. وحذّاء قال : معناها مسرعة. وقيل : الصّبابة والصّبّة : ما من شأنها أن تصبّ. وتصاببت الإناء : شربت صبابته. وتصبصب : ذهبت صبابته.
ص ب ح :
قوله تعالى : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً)(٨). الصّبح والصّباح : أوّل النهار ، وهو وقت احمرار الأفق بحاجب الشمس. قوله تعالى : (فالِقُ الْإِصْباحِ)(٩) أي ضوء النهار. والإصباح
__________________
(١) قاله في صفة الشتاء. والبيت من شواهد اللسان ـ مادة صبب.
(٢) ١٣ الفجر : ٨٩.
(٣) الكلمة ساقطة من س.
(٤) الكلمة ساقطة من ح.
(٥) النهاية : ٣ ٥.
(٦) وكذا كلام ابن الأثير مضافا إليه كلام الهروي.
(٧) النهاية : ٣ ٢٦ و ٥ ، والحديث لعقبة بن عامر ، وتتمته من اللسان.
(٨) ٣ العاديات : ١٠٠.
(٩) ٩٦ الأنعام : ٦.