تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ)(١). قال الزّبعرى : خصمت (٢) محمدا وربّ الكعبة ، قد عبد المسيح وعزير فنحن نرضى أن يكون الهنا معهما. فضجّ القوم ولغطوا حتى نزل قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى)(٣). ويروى أنه عليه الصلاة والسّلام قال له : «ما أجهلك بلغة قومك ، لو أراد ذلك لقال : ومن تعبدون».
وصدّ : يكون متعديا للثاني بنفسه وبحرف الجر ؛ ومن الأول قوله تعالى : (وَصَدَّها ما كانَتْ تَعْبُدُ)(٤). ومن الثاني قوله : (وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ)(٥) ، قوله : (فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى)(٦) أي تتعرّض. تصدّى له : إذا تعرّض. والصّدّاد (٧) : بثلاث دالات ، فأبدل آخرها ياء نحو تطبّب ، وقال الشاعر (٨) : [من الوافر]
من المتصدّيات بغير سوء |
|
تسيل إذا مشت سيل الحباب |
والأصل فيه الصدد وهو القرب والمؤاخرية. وكلّ ما قابلك فهو متصدّ ومتصدّد.
ص د ر :
قوله تعالى : (حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ)(٩) أي ترجع من سقيهم غنمهم. وصدر : إذا تعدّى بعن اقتضى معنى الانصراف ؛ تقول : صدرت الإبل عن الماء صدرا. وقرئ «يصدر» (١٠) أي يردون مواشيهم. قوله : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً)(١١) أي يرجعون ؛
__________________
(١) ٩٨ الأنبياء : ٢١.
(٢) في ح : حضمت ، أي غلبته في الخصومة ، مثل حججته.
(٣) ١٠١ الأنبياء : ٢١.
(٤) ٤٣ النمل : ٢٧.
(٥) ٣٧ الزخرف : ٤٣.
(٦) ٦ عبس : ٨٠.
(٧) وفي الأصل : والأصداد.
(٨) البيت من شواهد اللسان ـ مادة صدي.
(٩) ٢٣ القصص : ٢٨.
(١٠) إما أن يكون هذا على نية التعدي ؛ بذكر مواشيهم وهي مفعول به ثم حذف ، وإما أن الفعل غير متعد لفظا ولا معنى.
(١١) ٦ الزلزلة : ٩٩.