ص ر ر :
قوله تعالى : (رِيحٍ فِيها صِرٌّ)(١) أي برد شديد ، ومنه الحديث : «نهى عمّا قتله الصّرّ من الجراد» (٢) أي البرد. وقوله : (بِرِيحٍ صَرْصَرٍ)(٣) أي شديدة البرودة هي من الصّرّ ، وإنما كرر اللفظ دلالة على تكرار المعنى كما قالوا : صلصل في صلّ. قيل : وأصل ذلك من الصرّ وهو العقد المحكم. ومنه الإصرار على الذّنب لأنه تعقّد في الذّنب وشدّ عليه وامتناع من الإقلاع عنه. وأصله من الصّرّ وهو الشدّ. ومنه صرّة الدراهم لأنه يعقد عليها. والصّرار : خرقة تشدّ على أطباء الناقة (٤) لئلّا (٥) ترضع. قوله : (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ)(٦) قيل : في جماعة من النساء ، سميت صرة لانضمام بعضهنّ إلى بعض كأنهنّ جمعوا وصرّوا في وعاء واحد. وقيل : في صيحة ، يعني ولولة النساء لعادتهنّ. قيل : ومنه صرير الباب لصوته. والصّرورة : من لم يتزوج ، ومن لم يحجّ رجلا كان أو امرأة. ومنه : «لا صرورة في الإسلام» (٧) بمعنى التبتّل والترهّب. وسمي الأسير مصرورا لجمع (٨) يديه إلى عنقه.
ص ر ط :
قوله : (الصِّراطَ) قد تقدّم الكلام عليه في باب السين لأنها أصلية والصاد بدل عنها ، فأغنى ذلك عن إعادته هنا.
__________________
(١) ١١٧ آل عمران : ٣.
(٢) النهاية : ٣ ٢٣.
(٣) ٦ الحاقة : ٦٩.
(٤) الطّبي : واحد الأطباء وهي حليمات الضرع التي من ذوات خف وظلف وحافر.
(٥) في الأصل : التي ، والسياق يؤكد ما ذكرنا ؛ فقد كانوا يربطونها لئلا ترضع أبناؤها.
(٦) ٢٩ الذاريات : ٥١.
(٧) من حديث التبتل وترك النكاح كما في النهاية : ٣ ٢٢.
(٨) وفي ح : بجمع.