ضارب ومضروب وضرّاب ، كما هو محقق في موضعة. وصريف الباب والبكرة : أصواتهما عند حركتهما ، وحقيقة ذلك أنّ هذا الصوت يظهر عند تصريفهما أي ترديدهما وتقليبهما. وقال النابغة (١) : [من البسيط]
له صريف صريف القعو بالمسد
أي لبابها صوت كصوت البكرة على البئر. وقد بينّا وجه ذلك في شرح القصيدة متصرّفا في أحد الأقوال لأنّ فيه ما يشبه الصرف وهو التنوين. قوله تعالى : (ثُمَّ انْصَرَفُوا) ـ أي ذهبوا ـ (صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ)(٢) يجوز أن يكون خبرا أي فعل بهم ذلك فأخبر به ، وأن يكون دعاء. قوله : (فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً)(٣) أي لا يقدرون أن يصرفوا عن أنفسهم العذاب أو أن يصرفوا أنفسهم عن النار أو أن يصرفوا الأمر من حال إلى حال في التعبير. وقيل : الصرف : الحيلة. وعن مكحول في قوله عليه الصلاة والسّلام : «لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا» (٤) ؛ الصرف : التّوبة ، والعدل : الفدية : وقال غيره : الصرف : النافلة ، والعدل : الفريضة. قوله : (وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً)(٥) أي معدلا. وأنشد لأبي كبير الهذليّ (٦) : [من الكامل]
أزهير هل عن شيبة من مصرف؟
قوله : (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً)(٧) أي أقبلنا بهم إليك وإلى الاستماع منك.
__________________
(١) عجز للنابغة الذبياني ، وصدره : مقذوفة بدخيس النحض بازلها.
الصريف : الصرير. القعو : البكرة. المسد : الحبل من ليف.
(٢) ١٢٧ التوبة : ٩.
(٣) ١٩ الفرقان : ٢٥.
(٤) النهاية : ٣ ٢٤. ويقول ابن الأثير : فالصرف : التوبة ، وقيل : النافلة. والعدل : الفدية ، وقيل : الفريضة.
(٥) ٥٣ الكهف : ١٨.
(٦) صدر لمطلع قصيدة لأبي كبير (ديوان الهذليين : ٢ ١٠٤). وعجزه :
أم لا خلود لباذل متكلّف
(٧) ٢٩ الأحقاف : ٤٦.