والصّريف : اللبن إذا سكنت رغوته ، كأنه صرف الرغوة عن نفسه أو صرفت عنه. وقيل : هو اللبن ساعة يحلب ، كأنه صرف به عن الضّرع. ومنه حديث الغار : «في رسلها وصريفها» (١). ورجل صيرف وصيرفيّ وصرّاف : يعرف جيد الدراهم من رديئها. قال الشاعر (٢). [من البسيط]
تنفي يداها الحصا في كلّ هاجرة |
|
نفي الدراهيم تنقاد الصّياريف |
أشبع في اللفظين أي الدراهم والصيارف ؛ سمي بذلك لأنه يقلّبها ويديرها ليعرفها. قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ)(٣) أي نبيّنها تبيين من يقلب الشيء ، هذا إن أريد بها آيات القرآن وإن أريد بها ما أرسله من الآيات (٤) والدّلالات. فالتصريف على حاله أي يشيعها ويقلّبها ويردّدها بين الناس ، إما بالمشاهدة وإما بالسماع ليرتدعوا. ويقال : عنز صارف كأنها صرفت إلى نفسها (٥) ، يراد بها الحائل (٦). والصّرف : صبغ أحمر خالص ، فمن ثم سمي صرفا ؛ ويقال لكلّ خالص عن غيره : صرف ؛ كأنه صرف عمّا يشوبه. والصّرفان : الرّصاص ، قيل : سمي بذلك كأنه صرف [عن](٧) أن يبلغ قيمة الفضة. قالت الزّبّاء (٨) : [من الرجز]
ما للجمال مشيها وئيدا؟ |
|
أجندلا يحملن أم حديدا؟ |
__________________
(١) وتمامه : «ويبيتان في ...» النهاية : ٣ ٢٥.
(٢) البيت للفرزدق ، وهو فريد في الديوان : ٥٧٠. وانظر اللسان ـ مادة صرف. وكتاب سيبويه : ١ ٢٨. ولم يشبع الدراهم في الديوان.
(٣) ١٠٥ الأنعام : ٦.
(٤) وفي س : العلامات.
(٥) وفي الأصل : نعتها.
(٦) الحائل : كل أنثى لا تحمل.
(٧) إضافة يقتضيها السياق.
(٨) الرجز للزباء الملكة ، ذكره ابن منظور ـ مادة صرف. واستشهد بالأول ابن هشام في مغني اللبيب ، شاهد ٨٣٢ ، والفراء في معاني القرآن : ٢ ٧٣ و ٤٢٤.