والأصل صلّال فأبدل اللام الثانية من جنس فاء الكلمة تخفيفا. وقد قرئ : أئذا صلّلنا في الأرض (١) بالمهملة ، أي أنتنّا وتغيّرنا. وفي الحديث : «كل ما ردّت عليك قوسك ما لم تصلّ» (٢) أي تنتن ، وقيل : الصّلصال : ما لم يطبخ بالنار ، فإذا طبخ فهو فخّار.
ص ل و :
قوله تعالى : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ)(٣). الصلاة لغوية وشرعية ؛ فاللغوية : الدّعاء ؛ قال الأعشى (٤) : [من البسيط]
تقول بنتي ، وقد قرّبت مرتحلا |
|
يا ربّ جنّب أبي الأوصاب والوجعا |
عليك مثل الذي صلّيت فاغتمضي |
|
يوما فإنّ لجنب المرء مضطجعا |
وقال آخر : [من الطويل]
لها حارس لا يبرح الدهر ينهها |
|
وإن ذبحت صلّى عليها وزمزما |
وأمّا الشرعية فذات الأركان المعلومة ، وهي مشتقّة من ذلك ، لأنها مشتملة على الدّعاء ؛ وهذا عند من لم يثبت أسماء شرعية. وفي الحديث : «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإن كان صائما فليصلّ» (٥) أي ليدع. وقيل : هي مشتقّة من الصّلوين ؛ عرقين (٦) ؛ لأنّ المصلّي يحركهما عند حركته فيها. ومنه المصلّي في حلبة السّباق ، لأنه يضع رأسه عند صلوي السابق. قال الشاعر (٧) : [من البسيط]
إن ينتدب غاية يوما لمكرمة |
|
تلقي السّوابق منّا والمصلّينا |
__________________
(١) ١٠ السجدة : ٣٢. قرأها الإمام علي «ضللنا» وكذلك الحسن. وعن الحسن أيضا «صللنا» أي دفنّا في الصّلّة وهي الأرض الصلبة. وعن يحيى بن وثاب «ضللنا». وعن أبي حيوة «ضلّلنا» (مختصر الشواذ : ١١٨).
(٢) النهاية : ٣ ٤٨.
(٣) ٣ البقرة : ٢.
(٤) وفي الأصل : النابغة وهو وهم محض ، وفي الرواية اضطراب. والتصويب من الديوان : ١٠١.
(٥) النهاية : ٣ ٥٠ ، أي ليدع لأهل الدعوة بالمغفرة والبركة.
(٦) هما أول موصل الفخذين من الإنسان فكأنهما مكتنفا العصعص.
(٧) البيت لبشامة بن حزن النهشلي كما في الحماسة للمرزوقي : ١ ١٠٣.