سافِلِينَ) (١) (نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ)(٢) .. وأمّا القوتان فأولهما المجعولة للطفل من التحرّك ٢٠٧ وهدايته لاستدعاء اللبن ودفع الأذى عن نفسه بالبكاء. والثانية ما بعد البلوغ ، ويدلّ على كون كلّ واحد من المذكورات غير الآخر إعادته منكّرا إذ هو من قواعد اللغة أنه متى ذكرت نكرة وأريد إعادتها عرّفت نحو (فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ)(٣) فإن نكّرت عرّفت به غير الأول. ومن ثمّ روي عن ابن عباس ، ويروى مرفوعا أيضا لن يغلب عسر يسرين (٤) من هذه الحيثية التي ذكرناها والله أعلم. والجمع أضعاف.
والضعيف : من كان به الضّعف وجمعه ضعفاء ، ومنه : (وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ)(٥) ، وضعاف ومنه : (مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً)(٦). وقوبل تارة بالقوة وتارة بالاستكبار ، ومنه : (قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا)(٧). قوله : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً)(٨) إشارة إلى كثرة حاجاته التي استغنى عنها الملأ الأعلى. قوله : (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً)(٩) فضعفه إنما هو مع من وفّقه من عباده الذين أشار إليهم بقوله تعالى : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ)(١٠). قوله تعالى : (يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ)(١١) أي مثلي عذاب غيرهم. قال الهرويّ : والضّعف : المثل إلى ما زاد. ونقل ابن عرفة عن أبي عبيدة أن الضعفين إثنان. قال : وهذا قول لا أحبّه لأنه قال في آية أخرى : (نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ)(١٢) فأعلم أنّ لها من هذا حظّين ومن هذا حظّين. وقد أتقن ذلك بعضهم فقال (١٣) : الضّعف من الأسماء
__________________
(١) ٥ التين : ٩٥.
(٢) ٦٨ يس : ٣٦.
(٣) ١٦ المزمل : ٧٣.
(٤) من حديث عمر. النهاية : ٣ ٢٣٥.
(٥) ٢٦٦ البقرة : ٢.
(٦) ٩ النساء : ٤.
(٧) ٣٢ سبأ : ٣٤.
(٨) ٢٨ النساء : ٤.
(٩) ٧٦ النساء : ٤.
(١٠) ٤٢ الحجر : ١٥.
(١١) ٣٠ الأحزاب : ٣٣.
(١٢) ٣١ الأحزاب : ٣٣.
(١٣) مذكور في المفردات : ٢٩٦ إلى قول أبي بكر.