المتضايفة التي يقتضي وجود أحدها وجود الآخر كالنّصف والزّوج ، وهو تركّب قدرين متساويين ، ويختصّ بالعدد ؛ فإذا قيل : أضعفت الشيء وضعّفته وضاعفته : ضممت إليه مثله فصاعدا. قال : فالضّعف مصدر ، والضّعف اسم كالشّيء والشّيء. فضعف الشيء هو الذي يثنّيه. ومتى أضيف إلى عدد اقتضى ذلك العدد مثله ، نحو أن يقال : ضعف عشرة وضعف مئة ، فذلك عشرون ومئتان بلا خوف. قال الشاعر على هذا (١) : [من الطويل]
جزيتك ضعف الودّ لمّا اشتكيته |
|
وما إن جزاك الضّعف من أحد قبلي |
وإذا قيل : أعطه ضعفي واحد اقتضى ذلك ومثليه ، وذلك ثلاثة ، لأنّ معناه الواحد واللذان يزاوجانه وذلك ثلاثة. هذا إذا كان مضافا ، فإن لم يكن مضافا فقلت : الضّعفين فإنّ ذلك قد يجري مجرى الزوجين في أنّ كلّ واحد منهما يزاوج الآخر فيقتضي ذلك اثنين لأنّ كلّ واحد منهما يضاعف فلا يخرجان عن الاثنين بخلاف ما إذا أضيف الضّعفان إلى واحد فيثلّثهما. وقال أبو بكر بإسناده عن هشام بن معاوية النّحويّ عن أبيه قال : العرب تتكلم بالضّعف مثنّى فتقول : إن أعطيتني درهما فلك ضعفه.
قوله : (لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً)(٢) قيل : أتى باللفظين على التأكيد. وقيل : بل بالمضاعفة من الضّعف ـ بالفتح ـ لا من الضّعف ـ بالكسر ـ قيل : ومعناه ما يعدّونه ضعفا هو ضعف أي نقص كقوله : (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ)(٣). قوله : (فَآتِهِمْ عَذاباً ضِعْفاً مِنَ النَّارِ)(٤). سألوا أن يعذّبهم عذابا بضلالهم وعذابا آخر بإضلالهم كما أشار بقوله تعالى : (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ)(٥). وقوله : (لِكُلٍّ ضِعْفٌ)(٦) ، أي لكلّ منهم ضعف ما لكم من العذاب ، وقيل ؛ أي لكل منكم ومنهم ضعف ما بدا للآخر ؛ فإنّ من العذاب ظاهرا وباطنا. وكلّ لا يدرك من الآخر إلا
__________________
(١) البيت لأبي ذؤيب (ديوان الهذليين : ١ ٣٥) ، وفيه : لما شكيته. ورواية اللسان ـ مادة ضعف : لما استبنته. والأصل يطابق ما جاء في المفردات.
(٢) ١٣٠ آل عمران : ٣.
(٣) ٢٧٦ البقرة : ٢.
(٤) ٣٨ الأعراف : ٧.
(٥) ٢٥ النحل : ١٦.
(٦) ٣٨ الأعراف : ٧.