أي حسن الحال ، ويعبّر به أيضا عن العاجز الذي يطعمه غيره. وقال الحطيئة يهجو الزبرقان ابن بدر (١) : [من البسيط]
دع المكارم لا تقصد لبغيتها |
|
واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي |
أي ذو الطعام والكسوة من غيرك لك. وقد شكا آل الزبرقان الحطيئة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال : لا أرى بما قاله بأسا : أنت الطاعم الكاسي. فقيل : اسأل ابن الفريعة ـ يعني حسانا ـ فقال : هجاه وسلح عليه. فحبسه عمر في أهويّة (٢). وكان عمر رضي الله عنه أعرف الناس بمواقع الكلام ، وإنما قصد إخماد فتنه وإشاعة قوله. وكان رأيه أن يحمل الكلام على أحسن محامله ما وجد إليه سبيلا ، وهذا يدلّ على اتساع علمه بالكلام وتوجّهاته رضي الله عنه ، وإلا فكيف يخفى عليه ذلك مع قوله في صدره : «دع المكارم»؟ ورجل مطعام : كثير الإطعام. ومطعم : كثير الطّعم. ومطعوم : مرزوق ؛ قال علقمة بن عبدة (٣) : [من البسيط]
ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه |
|
أنّى توجّه والمحروم محروم |
والطّعمة : الشيء المعدّ للطّعم ، وقدّر الشيء المطعم كالغرفة. والطّعمة المرّة ، والطّعمة الهيئة ، ويعبّر بها عن الكسب أيضا. ومنه : هو طيب الطّعمة أو خبيثها. وفي حديث أبي بكر : «إن الله [إذا] أطعم نبيّا طعمة» (٤) أي رزقا وحكما بدليل قوله بعد ذلك : «ثم قبضه جعلها للذي يكون بعده». وفي حديث الحسن : «القتال على ثلاثة ـ فذكر اثنتين ثم قال : ـ وعلى هذه الطّعمة» (٥) أي المال. والطعام لغة : كلّ ما يطعم ، أي يؤكل أو يشرب إن حملناه على الذّوق ؛ قال تعالى : (كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ) (٦) (وَيُطْعِمُونَ
__________________
(١) الأغاني : ٢ ١٨٦ ، وفيه قول آخر لعمر. والمشهور : لا ترحل.
(٢) الأهوية : البئر المغطاة. وفي الأغاني : «فجعل في نقير في بئر». والفريعة بنت عمرو بن خنيس (أسد الغابة : ٥ ٥٢٩).
(٣) ديوان علقمة : ٦٦.
(٤) النهاية : ٣ ١٢٦ ، والإضافة منه.
(٥) النهاية : ٣ ١٢٦ ، وفي الأصل : حسن. ويرى ابن الأثير أن الطعمة هي الفيء والخراج.
(٦) ٩٣ آل عمران : ٣.