الوجيز». قوله : (فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا)(١) أي فإن طلقها الزوج الثاني. وانطلق فلان : مرّ مرورا مخلّى عنه. ويستعار التطليق لفراق الألم. وأنشد النابغة (٢) : [من الطويل]
يسهّد من ليل التّمام سليمها |
|
تطلّقه طورا وطورا تراجع |
يعني الحية التي ذكرها قبل ذلك في قوله (٣) : [من الطويل]
فبتّ كأنّي ساورتني ضئيلة
وعدا الفرس طلقا أو طلقين اعتبارا بتخلية سبيله. وإطلاق اليد : عبارة عن سخائها كقولهم في العكس : يده مغلولة ، وغلّت يده. وفلان طلق المحيّا ، وطلق الوجه وطليقه : عن حسن خلقه. كقوله (٤) : [من الطويل]
عدس ما لعبّاد عليك إمارة |
|
غدوت (٥) وهذا تحملين طليق |
والطليق أيضا ضدّ الأسير ، وفي المثل : «هان على الطليق ما لقي الأسير».
ط ل ل :
قوله تعالى : (فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌ)(٦) الطّلّ : المطر اليسير كالنّدى ، وهو الطّشّ
__________________
(١) ٢٣٠ البقرة : ٢.
(٢) في البيت اضطراب ؛ فرواية ابن السكيت تخالف رواية أبي عبيدة. على أن المؤلف وقع في الخلط فأخذ الصدر من البيت الثاني عشر (الديوان : ٤٦) وأضافه إلى عجز البيت بعده على رواية أبي عبيدة (أنظر الحاشية ١٣). على أن في الصدر اختلافا أيضا. أما رواية اللسان فتختلف أيضا ، والقافية فيه : تراجعه (مادة ـ طلق).
(٣) صدر من البيت السابق ، وعجزه :
من الرّقش في أنيابها السمّ ناقع
(٤) البيت ليزيد بن مفرغ الحميري ، وقيل ليزيد بن ربيعة بن مفرغ. وهو من شواهد النحو ذكره ابن هشام ثلاث مرات في أوضح المسالك : ١ ١١ و ٢ ٩١ و ٣ ١٢٤. وهو من قطعة في اللسان (مادة ـ عدس).
(٥) في اللسان : نجوت ، وهي على إحدى روايات أوضح المسالك ، والمشهور : أمنت. وانفرد الأصل بهذه الرواية.
(٦) ٢٦٥ البقرة : ٢.