أيضا. وأطلّت الأرض فهي مطلولة : أصابها طلّ. ومنه : طلّ دم فلان : إذا هدر كأنه غير معتدّ به وصار (١) أثره كأنه طلّ. ومنه في الحديث : «ومثل ذلك يطلّ» (٢) ويروى : بطل بيّن البطلان. وفي حديث آخر : «فطلّها رسول الله صلىاللهعليهوسلم» (٣) أي أبطلها. يقال : طلّ دمه ؛ فهو مطلول. وأطلّه الله. ولا يقال : طلّ دمه ، مبنيا للفاعل ، وجوّزه الكسائيّ.
وفي حديث يحيى بن يعمر : «أنشأت وتطلّها» (٤) أي تسعى في بطلان حقّها من طلول الدم. ويكون طلّ متعديا بهذا المعنى ؛ يقال : طلّ فلان غريمه. ولما كان الطلول يستعمل في الشيء القليل قيل لأثر الدار : طلل. وأنشد (٥) : [من مجزوء الوافر]
لمية موحشا طلل |
|
يلوح كأنّه خلل |
وقال امرؤ القيس (٦) : [من الطويل]
لمن طلل أبصرته فشجاني |
|
كخطّ زبور في عسيب يمان |
وطلل الرجل أيضا لشخصه المترائي. وقولهم : أطلّ فلان : معناه أشرف بطلّه ، أي بشخصه.
__________________
(١) وفي الأصل : وصار أمره أثره ، فأسقطناها.
(٢) النهاية : ٣ ١٣٦. والرواية لم ترد فيه.
(٣) النهاية : ٣ ١٣٦ ، أي : أهدرها وأبطلها.
(٤) النهاية : ٣ ١٣٦ ، بتبديل الفعلين. وليس بينهما حرف عطف.
(٥) من شواهد اللسان ـ مادة طلل. وذكره سيبويه شاهدا ونسبه إلى كثير عزة. كما نسبه آخرون إلى ذي الرمة. كما أنه من شواهد الحال (أوضح المسالك : ٢ ٨٢).
(٦) الديوان : ٧٧.