بالإضافة في قوله : (وَطُورِ سِينِينَ)(١) وقوله : (تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ)(٢). وتكون أل هنا للعهد ، وذلك الطور المضاف إلى سينين أو سيناء يجوز أن يكون للجنس : أقسم بهذا الجنس. قوله : (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً)(٣) الأطوار : الحالات والتارات. قيل : وذلك إشارة إلى قوله : (خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ)(٤). وقيل : هو إشارة إلى اختلاف خلقهم وخلقهم. وقيل : إشارة إلى قوله : (وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ)(٥) والتقدير : خلقكم طورا بعد طور. ويقال : فعل كذا طورا بعد طور ، أي تارة بعد أخرى.
والطّور والطّوار للدار : ما امتدّ معها من بنائها ، ثم استعير ذلك لمجاوزة الإنسان قدره ، فيقال : عدا فلان طوره ، أي حدّه. وقال سطيح الكاهن (٦) : [من البسيط]
فإن ذا الدّهر أطوار دهارير
أي أحوال مختلفة تارة ملك وتارة هلك ، وتارة غنى وتارة فقر (٧). أطوار : أحوال ، أي متطورين. ويجوز أن ينصب مصدرا ، أي خلقا ذا أطوار.
ط و ع :
قوله تعالى : (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ)(٨) أي سهّلت وزيّنت. وقيل : تابعت. وعن مجاهد : شجّعته. وقيل : أعانته ، وكلّها متقاربة. وطوّعت وطاوعت واحد ، وهما أبلغ من ٢٢٠ أطاعت. والطّواعية والطاعة : الانقياد للأمر ضدّ العصيان. يقال : طاع يطوع طوعا ، وأطاع يطيع طاعة ، والقياس إطاعة ، ولكنه على حذف الزوائد ، كقولهم : أعطى عطاء ، و (أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً)(٩) ويقال : هو اسم مصدر كسبحان اسم للتّسبيح. والطّوع أيضا
__________________
(١) ٢ التين : ٩٥.
(٢) ٢٠ المؤمنون : ٢٣.
(٣) ١٤ نوح : ٧١.
(٤) ٥ الحج : ٢٢.
(٥) ٢٢ الروم : ٣٠.
(٦) الشاهد في اللسان ـ مادة طور. والمعنى : مرة ملك ومرة هلك ، ومرة بؤس ومرة نعم.
(٧) الكلمة ساقطة من ح.
(٨) ٣٠ المائدة : ٥.
(٩) ١٧ نوح : ٧١.