ر أى :
قوله : (إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ)(١) أي قابلتهم ، من قولهم : منازلهم تتراءى أي تتقابل. قوله : (بِما أَراكَ اللهُ)(٢) أي أعلمك وعرّفك. والراية : العلامة المنصوبة للرؤية. ومع فلان رئيّ من الجنّ. وأرأت الناقة فهي مرء : أظهرت الحمل حتى يرى صدق حملها.
قوله تعالى : (رِئاءَ النَّاسِ)(٣) مصدر راءى بعمله. ومعنى الفاعل فيه أنه يريهم عمله ليروه ثناءهم عليه. والمرآة : مفعلة من الرّؤية ، هي آلة الرؤية المنعكسة (٤). وهي ما ترى فيها صورة الأشياء ، قال ابن عرفة : [من الطويل]
فإن لم تك المرآة أبدت وسامة |
|
فقد أبدت المرآة جبهة ضيغم (٥) |
وجمعها المرايا. والأصل المرائي (٦) ، ثم غلب الإعلال المشهور. قوله : (أَثاثاً وَرِءْياً)(٧). الرّئي : المنظر والشارة ؛ يقال : إنه لحسن الرّئي أي الشارة ، وقرئ رياّ بتشديد الياء (٨) فقيل : هو مهموز الأصل خفّف. وقيل : هو من الرّيّ وهو من ذوات الواو من روي بالماء يروى به. وتقدّم تفسير الأثاث في بابه ، وانتصابهما تمييز. وأمّا الرّئيّ فهو التابع من الجنّ لأنه يتراءى على شكل ما أراد. وفي الحديث : «فإذا رئيّ» (٩) ؛ حية عظيمة. ويجوز كسر فائه إتباعا. وأما الرّئي بالكسر فقط فهو أن يريك ثوبا حسنا لتشتريه لحسنه. قال علقمة (١٠) : [من الطويل]
__________________
(١) ١٢ الفرقان : ٢٥.
(٢) ١٠٥ النساء : ٤.
(٣) ٢٦٤ البقرة : ٢.
(٤) كذا قرأناها ، وفي الأصل : تريه المكسبة.
(٥) البيت للخنجر بن صخر الأسدي ، وهو من شواهد ابن هشام في أوضح المسالك : ١ ١٩٢.
(٦) ويقول ابن منظور (مادة ـ رأى) : وجمعها المرائي ، والكثير : المرايا.
(٧) ٧٤ مريم : ١٩. ورئي على وزن رعي. الأثاث : المتاع.
(٨) يقول الفراء : «وأهل المدينة يقرؤونها بغير همز (وريّا) ، وهو وجه جيد ... وقد قرأ بعضهم (وزيّا) بالزاي ، والزيّ : الهيئة والمنظر ...» (معاني القرآن : ٢ ١٧١).
(٩) من حديث الخدري (النهاية : ٢ ١٧٨). وقد سمى الحية بالرّئيّ : الجني ؛ لأنهم يزعمون أن الحيات من مسخ الجن ، ولهذا سموه شيطانا وحيابا وجانا.
(١٠) ديوان علقمة : ٨٨.