رَبِّكَ)(١)(إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ)(٢). ومنه (٣) : [من مجزوء الكامل]
فإذا سكرت فإنّني |
|
ربّ الخورنق والسّدير |
وإذا صحوت فإنني |
|
ربّ الشّويهة والبعير |
وقيل : عني بقوله : (إِنَّهُ رَبِّي) الباري تعالى ، وهو الأليق بحاله. والربّ في الأصل قيل : وصف ، وقيل مصدرا واقع موقع اسم الفاعل ربّه يربّه ربّا ، وربّاه يربّبه تربية ، وربّبه يربّبه تربيبا ، كلّه بمعنى أصلحه. وقال (٤) : «لأن يربّني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن». فإذا قيل إنه وصف فهل هو مقصور من رأب ، نحو برّ مقصور من نحو بارّ أو وصف على فعل من غير حذف ، نحو صعب وضخم؟ خلاف مشهور. وكلّ موضع ذكر فيه لفظ الربّ فلمناسبة ذلك المقام ؛ ألا ترى حسن موقعه في قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) حيث نبّههم على استحقاق الحمد له بكونه مصلحهم ومالكهم ومتولي مصالحهم. وكذا قوله : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)(٥) ، (اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ)(٦) إلى غير ذلك من نظائره. وتجمع على أرباب كقوله تعالى : (أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ)(٧) ، وعلى ربوب كقول الشاعر (٨) : [من الطويل]
وأنت امرؤ أفضت إليك أمانتي |
|
وقبلك ربّتني ، فضعت ، ربوب |
وأديم مربوب أي مصلح ؛ قال الشاعر (٩) : [من الطويل]
فإن كنت مني أو تريدين صحبتي |
|
فكوني له كالسّمن ربّ له الأدم |
__________________
(١) ٥٠ يوسف : ١٢.
(٢) ٢٣ يوسف : ١٢ ، وهو العزيز.
(٣) البيتان للمنخل اليشكري من قصيدة ، وهو صاحب المتجردة ، يصفها.
(٤) من حديث صفوان بن أمية قاله لأبي سفيان بن حرب يوم حنين (النهاية : ٢ ١٨٠).
(٥) ٥٤ الأعراف : ٧ ، وغيرها.
(٦) ١ النساء : ٤.
(٧) ٣٩ يوسف : ١٢.
(٨) البيت لعلقمة من بائيته : ٢٦. أفضت إليك : صارت إليك. أمانتي : نصيحتي. ربتني : ملكتني. ربوب : ملوك ، جمع رب أي ملك.
(٩) البيت لعمرو بن شأس يخاطب به امرأته ، وكانت تؤذي ابنه عرارا (الديوان : ٧١).