التّلبية : «أيّها الناس اربعوا على أنفسكم» (١). وفي الحديث : «فعدل إلى الربيع» (٢) فيظهر منه الربيع : النهر كما تقدّم.
وقولهم : اربع على ظلعك ، يجوز أن يكون من الرّفق وأن يكون من الإقامة. أي أقم على ظلعك. ويجوز أن يكون من ربع الحجر ، أي تناوله على ظلعك. والرّباعة : الرياسة وأصلها الجماعة ، وذلك أن رئيس القوم من يجمعهم. وقيل : لأنه يأخذ مرباعهم. ومنه قوله : لا يقيم رباعة القوم غير (٣) فلان. وفي الحديث : «إنهم أمة على رباعتهم» (٤). قال الفراء : أي على استقامتهم. وقيل : معناه على أمرهم الذي كانوا عليه. يقال : هم على رباعهم ورباعتهم بمعنى واحد.
والرّباعيتان من أسنان الإنسان : ما اكتنفا الثّنايا. قال الراغب (٥) : سميتا بذلك لكون أربع أسنان بينهما. واليربوع : هذه الفأرة المعروفة سميت بذلك لكون لجحرها أربعة أبواب. وأرض مربعة (٦) : فيها يرابيع والرّبعة : الجونة لكونها في الأصل ذات أربع أرجل ، ولكونها ذات أربع طبقات.
ر ب و :
قوله تعالى : (وَحَرَّمَ الرِّبا)(٧). الرّبا : في الأصل الزيادة ؛ يقال : يربو. ومنه : (اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ)(٨). وقوله : (لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ)(٩) ليزيد. وكانوا يستقرضون فإذا حلّ الأجل قال صاحب الدّين : ... (١٠) في الأجل وزدني في الدّين. وكانوا يسلّفون
__________________
(١) صحيح البخاري ، الجهاد ١٣١.
(٢) النهاية : ٢ ١٨٨.
(٣) في الأصل : يقم .. على. والتصويب يقتضيه السياق.
(٤) النهاية : ٢ ١٨٩.
(٥) المفردات : ١٨٦.
(٦) في الأصل : مرتبع ، والتصويب من المفردات واللسان. ولعله يريد بالجونة الخابية.
(٧) ٢٧٥ البقرة : ٢.
(٨) ٥ الحج : ٢٢.
(٩) ٣٩ الروم : ٣٠.
(١٠) بياض في الأصل ، ولعلها الفعل : أنسئني.