نقله الراغب (١) ، وفيه نظر من حيث أضاف الوادي إليه. وقيل : أصل الرسّ : الأثر القليل الموجود في الشيء ، وسمعت رسّا (٢) ، ووجدت رسّا من الحمّى. ورسّ الحديث في نفسي ، ورسّ الميت : إذا دفن وجعل أثرا بعد عين. وفي حديث أصحاب الرسّ «أنّهم كذبوا نبيّهم ورسّوه في بئر» (٣) أي دسّوه فيها. والرّسّ والرّسيس : ابتداء الشيء ، ومنه رسيس الحمّى. وقال ذو الرمة (٤) : [من الطويل]
إذا غيّر النّأي المحبّين لم يكد (٥) |
|
رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح |
والرسّ أيضا : الإصلاح ، ومنه حديث سلمة بن الأكوع : «إن المشركين راسّونا» (٦) أي ابتدؤونا بالصّلح. رسست : أصلحت. وقال الحجاج لرجل : «أمن أهل الرسّ والرّهمسة أنت؟» (٧) فسّره الأزهريّ بأنّهم الذين يبتدعون الكذب ويوقعونه في أفواه الناس. يقال : رسّ يرسّ. وأهل الرّهمسة : الذين يتشاورون في إثارة الفتن ؛ يرهمسون ويرهمسون. وقيل : هم أهل الخبر الذي لم يصحّ ؛ يقال : أتانا رسّ من خبر ، إن لم يصحّ ، وهم يرتسسون الخبر.
ر س ل :
الرّسل : الانبعاث على تؤدة. ومنه : ناقة رسلة : أي سهلة الانقياد ، وإبل مراسيل ، ومنه قول كعب (٨) : [من البسيط]
أمست سعاد بأرض لا يبلّغها |
|
إلا العتاق النّجيبات المراسيل |
__________________
(١) المفردات : ١٩٥.
(٢) يعني : سمعت رسا من خبر.
(٣) النهاية : ٢ ٢٢١.
(٤) الديوان : ٢ ١١٩٢.
(٥) ورواية الديوان : لم أجد. وانظر الحاشية ٤ فيه لتأييد رواية النص.
(٦) النهاية : ٢ ٢٢١.
(٧) الرجل هو النعمان بن زرعة. والحديث في النهاية : ٢ ٢٢١.
(٨) ديوان كعب : ٩. المراسيل : الخفاف التي تعطيك ما عندها عفوا.