من الله إلّا الهوان والخذلان.
والحكم بوجوب ثبات العشرين للمائتين والمائة للألف كان في مبدء الإسلام فشقّ على المسلمين ذلك وبعد مدّة نسخ عنهم بقوله (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً) يثقل عليهم المصابرة والمراد ضعف البدن وقيل ضعف البصيرة ، وقرئ بالفتح والضمّ وهما لغتان فيه.
(فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللهِ) وهو خبر في الصّورة ، أمر في المعنى كما تقدّم ، وقيل إنّ سبب النّسخ أنّهم في الأوّل كان فيهم قلّة فأمروا بذلك ، ثمّ لما كثروا خفّف عنهم.
ومقتضى الآية وجوب ثبات الجمع لمثليه كالعشرة للعشرين ، والمائة للمائتين ونحوها ، فلو زاد الكفّار على الضّعف لم يجب الثّبات ، وهل يلزم من ذلك وجوب ثبات الواحد للاثنين؟
قيل نعم ، وإليه ذهب جماعة من الأصحاب ، ويؤيّده من الأخبار رواية الحسن (١) بن صالح عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان يقول من فرّ من رجلين
__________________
(١) التهذيب ج ٦ ص ١٧٤ الرقم ٣٤٢ والكافي الباب ١١ من أبواب وجوه الجهاد الحديث ١ وهو في المرآة ج ٣ ص ٣٧٣ والوافي الجزء التاسع ص ٢١ والوسائل الباب ٢٧ من أبواب وجوه الجهاد الحديث ١ ج ٢ ص ٤٢٨ ط الأميري.
وروى مثله العياشي ج ٢ ص ٦٨ عن حسين بن صالح عن أبى عبد الله عن على عليهالسلام ونقله عنه في البرهان ج ٢ ص ٩٣ ونور الثقلين ج ٢ ص ١٦٦ بالرقم ١٥١ والصافي عند تفسير الآية ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٥٥.
قلت : وأظن أن الصحيح نسخة الكافي والتهذيب ، فان الحسن بن صالح سواء كانوا ثلاثة رجال الثوري والأحول والذي سرده الشيخ قدسسره في أصحاب الكاظم أو اثنين أو واحدا هو الثوري يوجد لنا من يسمى بالحسن بن صالح الراوي عن الامام الصادق.
ولعل الاتحاد وكونه الثوري أقوى ، وقد ولد الثوري سنة مائة ومات على ما في التقريب ج ١ ص ١٦٧ الرقم ٢٨٤ سنة تسع وتسعين وعلى ما في ميزان الاعتدال ج ١ ص ٤٩٦ الرقم ١٨٦٩ سنة تسع وستين ومائة. ونقل في تنقيح المقال ج ١ ص ٢٨٥ ـ