وهي منتفية في ذلك اليوم.
(وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) لعلّه يريد أنّ التاركين للزكاة هم الّذين ظلموا أنفسهم أو وضعوا المال في غير موضعه ، وصرفوه على غير وجهه ، كما هو عادة الظالم ، ويكون التعبير عن التاركين بالكافر للتغليظ في ذنب الترك ، كما عبّر عن تارك الحجّ بالكافر في قوله (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) (١) لذلك أيضا وسيجيء ، وللإشعار بأنّ ترك الزكاة من صفات الكفّار كقوله (وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) (٢) على ما سلف بيانه.
الخامسة : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (٣).
(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) الجهاد أو مطلق القرب (٤) على ما مرّ (كَمَثَلِ حَبَّةٍ) أي مثل نفقتهم كمثل حبّة أو مثلهم كمثل زارع حبّة على حذف المضاف.
(أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) أسند الإنبات إلى الحبّة لكونها من الأسباب كما أسند إلى الأرض والماء وإن كان المنبت في الحقيقة هو الله والمعنى أنّه يخرج من الحبّة ساق يتشعّب منها سبع شعب لكلّ شعبة منها سنبلة فيها مائة حبّة ، وهو تمثيل لا يقتضي الوقوع على أنّه قد يتصوّر في الذرّة أو الدّخن ذلك وكذا في البرّ في الأرض المغلّة (٥).
__________________
(١) آل عمران : ٩٧.
(٢) فصلت : ٦.
(٣) البقرة : ٢٦١.
(٤) زاد في سن : الشامل لجميع أبواب البر.
(٥) في نسخة «الأرض النخرة».