قائم فلا يتمّ القول بوجوب الذكر ، قلنا الظاهر من الذكر ما قلناه ، وهو يشمل الذكر في الصلاة وغيرها وحمله على الصلاة خلاف الظاهر ، على أنّ المطلوب يتمّ بذلك أيضا لحصول الذكر فتأمّل فيه.
والمشعر الحرام هو المزدلفة سميت مشعرا لأنّه معلم للحجّ والصلاة والمقام والمبيت به ، وسميت مزدلفة (١) لأنّ جبرئيل عليهالسلام قال لإبراهيم عليهالسلام بعرفات ازدلف إلى المشعر الحرام ، وسمّي جمعا لأنّه يجمع فيه بين العشائين بأذان واحد ، والمشعر
__________________
ـ وسرده الشيخ محمد طه نجف في إتقان المقال في القسم الثقات في ص ٦٣ وفي باب الكنى ص ١٥٤ وفي القسم الضعفاء ص ٢٨٣ والظاهر أن تردده في حقه من أجل عدم صراحة ما في الكشي في التوثيق ولا يخفى عليك كفاية ما رواه عن يونس والحسن بن على بن يقطين وقد كانا معاصري زكريا والشاهد يرى ما لا يرى الغائب وابن الغضائري كالغائب مع كثرة ابتلائه بجرح البرءاء وتضعيف الثقات مع عدم ذكره سبب الضعف.
فالذي يقوى عندي عده فيمن يقبل روايته وفي تنقيح المقال عده في الوجيزة ممدوحا وعده في الحاوي في فصل الحسان ثم ان احتمال تعدد الرجل كما عن العلامة قدسسره بعيد غاية البعد.
فتلخص مما ذكرنا أن الحكم بضعف الحديث الثاني كما ضعفه المصنف ضعيف ، وأن الأقوى عده مما يعتمد عليه سواء سميناه على اصطلاح أهل الدراية صحيحا أو حسنا أو غيرهما.
نعم ما أفاده ثانيا من ضعف الدلالة على الاستحباب لما فيه من التعبير بالاسائة والأمر بالاستغفار تام لا غبار عليه فالذي ينبغي أن يختار في المسئلة هو ما اختاره المصنف من وجوب الذكر بالمشعر كما اختاره أبو الصلاح وابن البراج على ما حكاه العلامة في المختلف الجزء الثاني ص ١٢٨ وص ١٢٩.
(١) هكذا رواه في الفقيه ج ٢ ص ١٢٧ الرقم ٥٤٦ عن أبى الحسن وعلل الشرائع الباب ١٧٦ ج ٢ ص ١٢١ ط قم عن أبى عبد الله ومثله في المجمع ج ١ ص ٢٩٥ من غير عزو. قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات ج ٣ ص ١٥٠ : وسميت المزدلفة لازدلاف الناس إليها أي اقترابهم وقيل لاجتماع الناس بها وقيل لاجتماع آدم وحواء وقيل لمجيء الناس إليها في زلف من الليل.