قيل هو جبل في ذلك الموضع يسمّى قزح (١) وهو الجبل الّذي يقف عليه الإمام وعليه الميقدة أي كان توقد النار هناك في الجاهليّة ، وقيل هو ما بين جبلي المزدلفة من مأزمي عرنة (٢) إلى وادي محسّر (٣) وليس المأزمان ولا وادي محسّر منه. قال في الكشاف (٤) والصحيح أنّه الجبل لما روى جابر أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لما صلّى الفجر يعنى بالمزدلفة بغلس
__________________
(١) قزح بضم أوله وفتح ثانيه وحاء مهملة بلفظ قوس السماء الجبل الذي عند الموقف لا ينصرف لانه معدول معرفة.
(٢) المأزمان بفتح الميم الاولى وهمزة ساكنة وكسر الزاي موضع بين المشعر الحرام وعرفة وهو شعب بين جبلين يفضى آخره الى بطن عرنة وعرنة بوزن همزة قال الأزهري بطن عرنة واد بإزاء عرفة وقيل بطن عرفة مسجد عرفة والمسيل كله ، وفي المستند للنراقى ج ٢ ص ٢٤٦ واد بعرفات قاله المطرزي وقال السمعاني واد بين عرفات ومنى وقيل عرينة بالتصغير انتهى ما في المستند.
ثم المأزمان مهموز مثنى قاله عياض قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات ج ٣ ص ١٤٨ الذي ذكرته من كونه مهموزا لا خلاف فيه بين أهل اللغة والحديث والضبط ، لكن يجوز تخفيفها بقلب الهمزة ألفا كما في رأس وشبهه ولا يصح إنكار من أنكر على المتفقهين ترك الهمزة ونسبهم الى اللحن بل هو غالط ، فان تخفيف هذه الهمزة جائز باتفاق أهل العربية فمن همز فهو على الأصل ومن لم يهمز فهو على التخفيف فهما جائزان فصيحان.
(٣) محسر بالضم ثم الفتح وكسر السين المشددة وراء واد بين منى ومزدلفة ليس من منى ولا مزدلفة هذا هو المشهور ، وقيل موضع بين مكة وعرفة ، وقيل بين منى وعرفة وليس من منى وفي المستند للنراقى ج ٢ ص ٢٤٩ : قال والدي العلامة قدسسره في المناسك المكية ما ترجمته : ابتداء وادي محسر بالنسبة الى من يذهب من المشعر إلى منى انتهاء المشعر وهو موضع بين جبلين في عرض الطريق فيها أحجار منصوبة ينحدر الأرض ومنه الى أربعين وخمسمائة ذراع داخل في وادي محسر انتهى ما في المستند.
(٤) انظر الكشاف ص ٢٤٦ ج ١ ط دار الكتاب العربي والمراد بحديث جابر الحديث الطويل الذي رواه مسلم وأبو داود في صفة حج النبي (ص) مفصلا وغيرهما مختصرا انظر التاج لمنصور على ناصف ج ٢ من ص ١٤٠ الى ص ١٤٥.