وأشار بدعوة النّبيّ صلىاللهعليهوآله إلى ما وقع في يوم الغدير من دعائه له بذلك ، وهو متواتر عندنا مشهور عندهم (١).
ولا يذهب عليك أنّ هذا الكلام من الكشاف صريح في لعن معاوية ، ولقد وقع في مواضع من الكشاف التصريح بأنّه ما كان على الحقّ ، وأنّ جهاده مع عليّ عليهالسلام لم يكن باجتهاد ولا كان معذورا فيه ، بل ظلما وعدوانا.
قال في سورة يونس عند قوله (وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ) (٢) روي أنّ أبا قتادة (٣) تخلّف عن تلقّى معاوية حين قدم المدينة وقد تلقّته الأنصار ثمّ دخل عليه فقال له مالك لم تتلقّنا؟ قال لم تكن عندنا دوابّ قال فأين النواضح؟ قال قطعناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله يا معشر الأنصار ستلقون بعدي أثره قال معاوية فما ذا قال؟ قال : قال : فاصبروا حتّى تلقوني ، قال فاصبر! قال إذن نصبر ، فقال عبد الرّحمن بن حسّان :
__________________
(١) قد خص العلامة آية الله مير سيد حامد حسين أعلى الله مقامه الشريف المجلد الأول من المنهج الثاني من كتابه عبقات الأنوار بتحقيق حديث الغدير وطبع في جزئين ضخمين وفيه ترجمة العلماء الذين أخرجوا الحديث في كتبهم قرب مائة وخمسين عالما ، وترجمة العلماء الذين ذكروا مجيء مولى بمعنى الاولى قرب أربعين عالما.
وألف آية الله الامينى مد ظله كتابه الغدير حول الحديث وبرز منه ١١ مجلدا.
(٢) يونس : ١٠٩.
(٣) الكشاف ج ٢ ص ٣٧٦ ط دار الكتاب وقال ابن حجر في تخريج الحديث : أخرجه إسحاق بن راهويه ومن طريقه الحاكم والبيهقي عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن عقيل ان معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري فقال معاوية تلقانا الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار فما يمنعكم أن تلقوني؟ قال لم تكن لنا دواب ، فقال معاوية فأين النواضح قال أبو قتادة عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر.
ثم قال أبو قتادة ان رسول الله (ص) قال أما إنكم سترون بعدي أثره قال معاوية فما أمركم؟ قال أمرنا أن نصبر حتى نلقاه ، قال فاصبروا حتى تلقوه ، فقال عبد الرحمن بن حسان حين بلغه ذلك فذكر البيتين وقال يا أمير المؤمنين انتهى ما في الكاف الشاف.