وشراركم بخلاؤكم ، ومن خالص الايمان البرّ بالإخوان والسعي في حوائجهم ، وإنّ البارّ بالإخوان ليحبّه الرحمن ، وفي ذلك مرغمة للشيطان ، وتزحزح من النّيران ودخول الجنان ، يا جميل أخبر غرر أصحابك قلت : جعلت فداك من غرر أصحابي قال : هم البارّون بالإخوان ، في العسر واليسر ، ثمّ قال يا جميل أما إنّ صاحب الكثير يهون عليه ذلك ، وقد مدح الله في ذلك صاحب القليل فقال في كتابه (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (١).
وعن مسعدة بن صدقة (٢) قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام لبعض جلسائه : ألا أخبرك بشيء يقرّب من الله ، ويقرّب من الجنّة ويباعد من النّار؟ فقال : بلى ، فقال عليك بالسّخا ، فانّ الله خلق خلقا برحمته لرحمته ، فجعلهم للمعروف أهلا ، وللخير موضعا وللنّاس وجها ، يسعى إليهم لكي يحيوهم ، كما يحيي المطر الأرض ، أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيمة والاخبار في ذلك كثيرة.
ثمّ إنّه تعالى عدّ بعد ذلك من أخلاق أهل الجنّة كظم الغيظ ، وممّا جاء في الأخبار ما رواه أبو أمامة (٣) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من كظم غيظه وهو يقدر على إنفاذه ملأه الله يوم القيمة برضاه وفي خبر آخر ملأه الله يوم القيامة أمنا وإيمانا.
وروى الكلينيّ عن سيف بن عميرة قال : حدّثني من سمع أبا عبد الله عليهالسلام
__________________
ـ ج ٣ ص ٢٠٧ ورواه في الفقيه ج ٢ ص ٣٣ بالرقم ١٣٤ وهو في الوافي الجزء السادس ص ٦٨ والوسائل الباب ٢٩ من أبواب الصدقة الحديث ٢ ج ٢ ص ٥٣ ط الأميري.
(١) الحشر : ٩.
(٢) الكافي ج ١ ص ١٧٣ باب معرفة الجود والسخاء الحديث ١٢ وهو في المرآة ج ٣ ص ٢٠٧ وفي الوافي الجزء السادس ص ٦٨ والوسائل الباب ٢٢ من أبواب النفقات الحديث ٩ ج ٣ ص ١٤٢ ط الأميري.
(٣) المجمع ج ١ ص ٥٠٥ ورواه مرسلا في الكشاف ج ١ ص ٤١٥ بلفظ ملا الله قلبه أمنا وايمانا ومثله أيضا في المجمع وذكر ابن حجر في الكاف الشاف طرقه ورواه ـ