الامر الغيرى توصلى يتعلق بما هو مقدمة ، والعبادية قد اخذت فى مقدمية الطهارات الثلاث فيستحيل ان تنشأ العبادية من اوامرها الغيرية ، اذن فما هو منشأ عبادية الطهارات الثلاث؟
واجيب عن الاشكال المذكور بما فى الكفاية : بان الطهارات الثلاث فى حد ذاتها مأمور بها فى نفسها بالامر النفسى الاستحبابى ، وذلك الامر النفسى هو الذى اوجب عباديتها.
واشكل على الجواب شيخنا الاستاذ (قده) بامور ثلاثة :
«الامر الاول» ان ما ذكر من وجود الامر الاستحبابى متعلقا بذات الافعال من الطهارات الثلاث غير تام على اطلاقه ، وذلك لتخلفه عن التيمم اذ لم يدل دليل على انه مأمور به بالامر النفسى.
و (يدفع ذلك) بان الدليل كما دل على الاستحباب النفسى فى الوضوء ، والغسل ، كذلك دل على استحباب التيمم نفسا فقد ورد عنه (عليهالسلام) ـ التراب احد الطهورين ـ ويستفاد منه ان التيمم مصداق للطهور وفرد حقيقى له فهو كالوضوء ، والغسل ، فباطلاق الادلة التى دلت على استحباب الطهور فى نفسه يثبت كون التيمم مستحبا نفسيا ـ كما عرفت ـ
«الامر الثانى» ان وجود الامر النفسى الاستحبابى فى الطهارات الثلاث ، وكونها مقدمة متصفة بالوجوب الغيرى لا يجتمعان ، للتضاد بين الوجوب ، والاستحباب ، فلا بد وان يندك الاستحباب فى ضمن الوجوب ، فكيف يمكن تصحيح العبادية من ناحية الامر الاستحبابى.
و (يدفع ذلك) بان الاندكاك يقتضى زوال مرتبة الاستحباب ، واما محبوبية العمل فى نفسه فهى باقية على حالها فيمكن التقرب به لاجلها.