قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

جواهر الكلام [ ج ٤ ]

365/387
*

الحسين عليه‌السلام » محمول على ضرب من التأويل ، وأما ما‌ روي (١) ـ من « أن الميت يعذب ببكاء أهله » فمع الطعن فيها بالعامية كما عن عائشة أولا ، وبوهم الراوي واشتباهه ثانيا ، وقصورها عن معارضة غيرها من وجوه عديدة ثالثا ، ومنافاتها للعقل والنقل على أن ( لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ) رابعا ، إلى غير ذلك ـ فقد أجاد في الذكرى في الكلام عليها ، فلاحظ ، وكذا بعض الأخبار الدالة (٢) بظاهرها على النهي عن البكاء فلتحمل على المشتمل على علو الصوت والشق واللطم أو المتضمن للجزع وعدم الرضا بقضاء الله تعالى أو غير ذلك ، كما في الأخبار (٣) إشارة إليه حيث اعترض على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بكائه على إبراهيم بأنك قد نهيت عن البكاء ، فتأمل جيدا.

ولعله من جواز البكاء يستفاد جواز النوح عليه أيضا لملازمته له غالبا ، مضافا إلى الأخبار (٤) المستفيضة حد الاستفاضة المعمول بها في المشهور بين أصحابنا ، بل في المنتهى الإجماع على جوازه إذا كان بحق ، كالإجماع على حرمته إذا كان بباطل ، وروي (٥) « أن فاطمة عليها‌السلام ناحت على أبيها ، فقالت :

يا أبتاه من ربه ما أدناه ،

يا أبتاه إلى جبرئيل أنعاه ،

يا أبتاه أجاب ربا دعاه »

كما‌ روي عن علي عليه‌السلام (٦) « أنه أخذت قبضة من تراب قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوضعتها على عينها ثم قالت :

ما ذا على المشم تربة أحمد

أن لا يشم مدى الزمان غواليا

صبت علي مصائب لو أنها

صبت على الأيام صرن لياليا

__________________

(١) كنز العمال ج ـ ٨ ـ ص ٩٠ الرقم ١٧٢٥.

(٢) الوسائل ـ الباب ـ ٨٧ ـ من أبواب الدفن ـ حديث ٩.

(٣) الوسائل ـ الباب ـ ٨٧ ـ من أبواب الدفن ـ حديث ٨.

(٤) الوسائل ـ الباب ـ ٧٠ ـ من أبواب الدفن.

(٥) البحار ج ـ ٦ ـ ص ١٠٤٢ من طبعة الحروفي.

(٦) المغني لابن قدامة ـ ج ٢ ص ٥٤٧.