تواجهه جملة أخبار يصرح بها الإمام عليهالسلام بالوصية إلى خمسة أو ثلاثة نفر.
منها خبر أبي أيوب النحوي ، قال : بعث إليّ أبو جعفر المنصور في جوف الليل فأتيته ، فدخلت عليه وهو جالس على كرسي ، وبين يديه شمعة وفي يده كتاب ، فقال لي : هذا كتاب محمد بن سليمان يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات ، فانا لله وإنا إليه راجعون ، وأين مثل جعفر ؟ ثم قال لي : اكتب ، قال : فكتبت صدر الكتاب ، ثم قال : اكتب إن كان أوصى إلى رجل واحد بعينه فقدمه واضرب عنقه ، قال : فرجع إليه الجواب أنه قد أوصى إلى خمسة ، وأحدهم أبو جعفر المنصور ، ومحمد بن سليمان ، وعبد الله ، وموسى ، وحميدة ، فقال أبو جعفر : ليس إلى قتل هؤلاء سبيل.
ونحوه عن النضر بن سويد إلاّ أنه ذكر أنه أوصى إلى أبي جعفر المنصور ، وعبد الله ، وموسى عليهالسلام ، ومحمد بن جعفر ، ومولى لأبي عبد الله عليهالسلام (١).
وفي رواية ابن شهر آشوب أنه أوصى إلى ابنه عبد الله ، وموسى عليهالسلام ، وأبي جعفر المنصور (٢).
والإمام كما هو معهود لا يوصي إلى أكثر من واحد ، لكن شدة تطلّب الإمام المنصوص عليه بعد الصادق عليهالسلام من قبل رأس السلطة وإصراره على تصفيته ، كما هو صريح الأخبار ، حدا بالامام الصادق عليهالسلام إلى أن يتحاشى الصراحة في النص على إمامة ولده الكاظم عليهالسلام إلاّ للخواص من شيوخ أصحابه وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين ، كما تقدم عن الشيخ المفيد وغيره (٣) ، وشدّد عليه الإمام الصادق عليهالسلام وهو يوصي المفضل بن عمر ، مشيراً
__________________
(١) الكافي ١ : ٣١٠.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣٣.
(٣) الارشاد ٢ : ٢١٤ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٣٤.