أساسية رسموها لفهم القرآن الكريم ، يمكن أن نصطلح عليها منهج أهل البيت عليهمالسلام في التفسير ، وهي تتمثل في تفسير القرآن بالقرآن ، وقولهم بسلامة الكتاب الكريم من التحريف ، وأنه الذي بأيدي المسلمين ما بين الدفتين ، وتفسير الآيات على ضوء القول بتنزيه الخالق عن التجسيم والوصف والرؤية ، وتنزيه الأنبياء عن المعاصي وغيرها من عقائد الإسلام الأصيل.
وقد تركوا عليهمالسلام تراثاً ضخماً من الروايات والأخبار التي تدخل في باب التفسير ، جمعها السيد هاشم البحراني المتوفى سنة ( ١١٠٧ ه ) في كتابه ( البرهان في تفسير القرآن ) ، والشيخ عبد علي بن جمعة العروسي المتوفى سنة ( ١١١٢ ه ) في تفسيره ( نور الثقلين ) ، فضلاً عن تفاسير الأثر المتقدمة الواصلة إلينا مثل تفسير فرات الكوفي ، والعياشي ، وعلي بن إبراهيم القمي ، وجميعها تقتصر على حديثهم الوارد في هذا الشأن.
وللإمام الكاظم عليهالسلام نصيب وافر من هذا الكم التفسيري الهائل الوارد في التفاسير الأثرية ، أما تفسيره المبثوث في مصادر الحديث ، فقد راجعنا معجم تفسير أهل البيت عليهمالسلام (١) الذي أُعدّ بعد تتبّع (١٧٧) مصدراً من مصادر الرواية الأوّلية من كتب الفريقين ، عدا مصادر التفسير ، فوجدنا فيه (٦٨٨) مورداً منقولاً عن الإمام الكاظم عليهالسلام في تفسير القرآن ، وهو يعكس عظمة جهود الإمام عليهالسلام ومزيد اهتمامه بتفسيرالكتاب الكريم ، وفيما يلي نماذج من تفسيره عليهالسلام :
عن سليمان الفراء ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، في قول الله تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) (٢) ، قال : « الصبر : الصوم ، إذا نزلت بالرجل الشدة أو النازلة فليصم ، فإن الله يقول : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ) ، الصبر :
__________________
(١) أعدّه قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة ، ولم يطبع إلى الآن.
(٢) سورة البقرة : ٢ / ٤٥.