لها بذلك ، فكتب بترك التعرض ، فخرجت بالكتاب معها فلقيها عمر ، فقال لها : ما هذا معك يا بنت محمد ؟ قالت : كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة. فقال لها : أرينيه ، فأبت ، فانتزعه من يدها » (١).
وعن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليهالسلام ، في قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) (٢) ، قال : « ما كان من الإيمان المستقر فمستقر إلى يوم القيامة ، وما كان مستودعاً سلبه الله قبل الممات » (٣).
وعن أبي إسحاق المدائني ، قال : « كنت عند أبي الحسن عليهالسلام إذ دخل عليه رجل فقال له : جعلت فداك ، إن الله يقول : ( إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الاْءَرْضِ فَسَادا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الاْءَرْضِ ) (٤) ... فأي شيء الذي إذا فعله استحق واحدة من هذه الأربع ؟ فقال له أبو الحسن عليهالسلام : أربع ، فخذ أربعاً بأربع ، إذا حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فساداً فقَتل قُتل ، فإن قَتل وأخذ المال قُتل وصلب ، وإن أخذ المال ولم يقتُل قُطعت يده ورجله من خلاف ، وإن حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فساداً ولم يأخذ المال نفي من الأرض. فقال له الرجل : جعلت فداك ، وما حدّ نفيه ؟ قال : يُنفى من المصر الذي فعل فيه ما فعل إلى غيره ، ثم يكتب إلى أهل ذلك المصر أن ينادى عليه بأنه منفي ، فلا تؤاكلوه ولا تشاربوه ولا تناكحوه ، فإذا خرج من ذلك
__________________
(١) الكافي ١ : ٤٥٦ / ٥ ، التهذيب ٤ : ١٤٨ / ٤١٤.
(٢) سورة الأنعام : ٦ / ٩٨.
(٣) تفسير العياشي ١ : ٣٧١ / ٧٢.
(٤) سورة المائدة : ٥ / ٣٣.