لكتاب الله » (١).
وكان على رأس أصحابه أقطاب مدرسة أبيه الصادق عليهالسلام الذين تواصلوا مع الإمام الكاظم عليهالسلام طيلة وجوده في المدينة ، وكان منهم الرواة الثقات والفقهاء والمؤلفون وأهل الكلام والفلسفة والأدب والتاريخ من وجوه الطائفة ، وسجلوا دوراً فاعلاً في تأصيل مبادئ العقيدة ونشر الأحكام الشرعية والمعارف الدينية ومختلف العلوم الإسلامية كالحديث والتفسير والفقه والكلام وغيرها ، ولا تزال بعض نتاجاتهم إلى اليوم منها رجال البرقي ، ومسائل علي ابن جعفر ، ومسند الإمام الكاظم عليهالسلام للمروزي.
لقد بلغ عدد أصحاب الإمام الكاظم عليهالسلام الذين رووا عنه وتلمذوا له وصحبوه (٢٧٤) رجلاً على ما ذكره الشيخ الطوسي في الرجال ، وبلغوا أكثر من خمسمائة رجل وفق أحصاء أحد المتتبعين المعاصرين (٢) ، ومع كون هذه الأرقام هي أقل من الواقع إلاّ أنها تعكس حجم الدور الذي اضطلع به الإمام عليهالسلام وأصحابه على صعيد رواية العلم ونشره.
وكان من دأب أصحاب الإمام أنّهم إذا سمعوا حديثا عنه بادورا إلى إثباته في أُصولهم ، روى ابن طاوس عن زيد النهشلي ، قال : كان جماعة من خاصة أبي الحسن عليهالسلام من أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسه ومعهم في أكمامهم ألواح أبنوس لطاف وأميال ، فإذا نطق أبو الحسن عليهالسلام بكلمة ، أو أفتى في نازلة ، أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك (٣) ، ودأب بعضهم على الرواية عنه أو مكاتبته حتى في ظروف السجن ، فكان لعلي بن سويد السائي مكاتبات إلى أبي الحسن عليهالسلام يوم
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٢٣٥.
(٢) الأستاذ عبد الحسين الشبستري في كتابه أحسن التراجم لأصحاب الإمام الكاظم عليهالسلام وقد عدّ فيه (٥٤٠) رجلاً.
(٣) مهج الدعوات : ٢١٩.