وإذا كان ثمة مانع يحول دون أمثال هذه المواقف المخزية ، فهو الخوف على استقرار الدولة وأمنها وإرضاء الرأي العام ، من هنا تدارك الأمر عم الرشيد سليمان بن أبي جعفر ، فخرج من قصره ، فسمع الصياح والضوضاء ، فقال لولده وغلمانه : ما هذا ؟ قالوا : السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر على نعش ، فقال لولده وغلمانه : يوشك أن يفعل به هذا في الجانب الغربي ، فإذا عبر به فانزلوا مع غلمانكم ، فخذوه من أيديهم ، فإن مانعوكم فاضربوهم واخرقوا ما عليهم من السواد. قال : فلما عبروا به نزلوا إليهم ، فأخذوه من أيديهم وضربوهم وخرقوا عليهم سوادهم ، ووضعوه في مفرق أربع طرق وأقام المنادين ينادون : ألا من أراد أن ينظر إلى الطيب بن الطيب موسى بن جعفر فليخرج ، وحضر الخلق (١). وأخيراً شيعه بموكب حافل ، ومشى خلفه حافياً حاسراً ، خوفاً من الثورة على السلطان وامتصاصاً لنقمة الرأي العام.
قال الشاعر (٢) :
أيوضع في الأغلال موسى بن جعفر |
|
|
|
ويودع أعواماً بقعر سجون ؟! |
|
ويخرج حمالون بالنعش ميتاً |
|
|
|
ليطرح فوق الجسر طرح مهين ؟! |
|
ينادون هذا للروافض شيخهم |
|
|
|
وليس له من ناصر ومعين |
|
ولولا أُثيرت في سليمان غيرة |
|
|
|
وشيعه بالعزّ فوق متون |
|
__________________
(١) إكمال الدين : ٣٨ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٩٩ / ٥.
(٢) هو السيد محمد رضا القزويني.