سنة ( ١٨٠ ه ) (١).
واستعمل اُسلوب الضدّ النوعي في تصفية الخصوم ، فقد ندب سليمان بن جرير الجزري أحد متكلمي الزيدية ، ليقتل إدريس بن عبد الله بن الحسن ، فسقاه السم سنة ( ١٧٧ ه ) (٢).
وفرّ بعض الطالبيين من السجن ، غير أنهم عاشوا متوارين ، منهم أحمد بن عيسى بن زيد بن علي ، وكان فاضلاً عالماً بالدين والحديث ، أحضره هارون إلى بغداد وسجنه بالرافقة سنة ( ١٨٨ ه ) ، ففرّ من السجن واختفى في البصرة ، فأذكى هارون عليه العيون ، وجعل لمن جاء به الأموال ، فلم يقدر عليه ، واستمر مستتراً إلى أن مات (٣).
وروي عن عبيد الله البزاز النيسابوري عن حميد بن قحطبة أنه قتل ستين علوياً بأمر هارون ، كان قد جعلهم في بيوت مغلقة ، وكانوا مقيدين وعليهم الشعور والذوائب ، وكلهم من العلوية ، وبعد أن قتلهم رمى بأجسادهم ورؤوسهم في الآبار. روى الصدوق بالإسناد عن عبيد الله البزاز ، أنه دخل على حميد بن قحطبة الطائي الطوسي فرآه يأكل في وقت الصيام من شهر رمضان ، وحينما سأله قال : إذا كان فعلي هذا ، وقد قتلت ستين نفساً من ولد رسول الله ، فما ينفعني صومي وصلاتي ؟! (٤).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣١٣ ـ ٣٢٣ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٠٨ ، البداية والنهاية ١٠ : ١٧٨ ، الأعلام / الزركلي ٨ : ١٥٤.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٣٢٤ ـ ٣٢٦ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٠٤ ، تاريخ أبي الفداء ٢ : ١٢ ، عمدة الطالب : ١٥٧ ، الأعلام / الزركلي ١ : ٢٧٩.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٢٢ ، الأعلام ١ : ١٩١.
(٤) عيون أخبار الرضا / الشيخ الصدوق ٢ : ١٠٠.