إليه.
فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو ميت ، وأمر يحيى ابن خالد أن ينادى عليه عند موته : هذا موسى بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه لا يموت فانظروا إليه.
فنظر الناس إليه ميتاً ، ثم حمل فدفن في مقابر قريش (١).
وفي هذا يقول أحد الشعراء (٢) :
ما أنصفتك بنو الأعمام إذ قطعت |
|
أواصراً برسول الله تتحد |
أبكيك رهن السجون المظلمات وقد |
|
ضاق الفضا وتوإلى حولك الرصد |
لبثت فيهن أعواماً ثمانية |
|
ما بارحتك القيود الدهم والصفد |
تمسي وتغدو بنو العباس في مرح |
|
وأنت في محبس السندي مضطهد |
دسوا اليك نقيع السم في رطب |
|
فاخضر لونك مذ ذابت به الكبد |
حتى قضيت غريب الدار منفرداً |
|
لله ناءٍ غريب الدار منفرد |
أبكي لنعشك والأبصار ترمقه |
|
ملقى على الجسر لا يدنو له أحد |
أبكيك ما بين حمالين أربعة |
|
تشال جهراً وكل الناس قد شهدوا |
نادوا عليه نداء تقشعر له |
|
السبع الطباق فهلا زلزل البلد |
لم تجتمع هاشم البطحا لديه ولا |
|
الأشراف من مضر الحمراء تحتشد |
كأنها ما درت أن العميد مضى |
|
ومن رواق علاها قد هوى العمد (٣) |
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٢٤٠ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٠ ، مقاتل الطالبيين : ٣٣٦ ، الغيبة / الطوسي : ٢٦ / ٦ ، اعلام الورى / الطبرسي ٢ : ٣٣ ، الفصول المهمة / ابن الصباغ : ٢٢٠.
(٢) هو الشيخ محمد علي اليعقوبي ( ت / ١٣٨٥ هـ).
(٣) ديوان اليعقوبي الموسوم بالذخائر : ٥٥.