وحين نقرأ سيرة إمامنا المشرقة بالعطاء ، نأمل أن نستلهم منها دروس العظمة في الفكر والمنهج والسلوك ، لا أن نقرأ الماضي وحسب ، ذلك لأنّها تعبير عن حركة الإسلام في واقع الحياة ، والمفاهيم الإسلامية لا تعالج مرحلة معينة ، بل تعالج الحياة كلّها.
وعلى الرغم من عدم إنصاف التاريخ الذي كتبه أعوان الطغاة ، وتعمّده في طمس سيرة هذا الإمام العظيم ، فإننا تطلّعنا من نوافذ شتّى على تاريخه عليهالسلام ، معتمدين على النزر اليسير من شتات أخباره في مصادر التاريخ ، وعلى الكم الهائل من آثاره في مصادر الحديث والتفسير ، فجاء كتابنا في ثمانية فصول ، حرصنا على أن نستوعب فيها سيرته منذ النشأة حتى قضى شهيداً وشاهداً على فصل من فصول المحنة والابتلاء بعد واقعة كربلاء الأليمة الذي كان أحد شهودها ، ومكمّلاً دوره الذي تميّز بحمل منار العلم وصيانة مسار الإسلام عقيدة وشريعة نظرية ومنهاجا. ومنه تعالى نستمدّ العون والتوفيق ، وهو من وراء القصد.