عليهم العزة والوقار والهيبة في الدنيا ، والظفر في الآخرة ، قال عليهالسلام : «إن اللّه عزّوجلّ أعطى المؤمن ثلاث خصال : العزة في الدنيا ، والفلح في الآخرة ، والمهابة في صدور الظالمين ، ثم قرأ : «وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُوءْمِنِينَ» (١) (٢).
وقد ابتعد الإمام عليهالسلام عن كل ما ينافي الوقار وسمو الشخصية ومعالي الأخلاق ، فروي أنه كان إذا ضحك قال : «اللهم لا تمقتني» (٣).
من هنا كان كل من التقى الإمام عليهالسلام ، قد بدت له مظاهر العظمة والإجلال وملامح الهيبة والوقار ، عظمة المكارم التي يحملها ، وهيبة الملكات القدسية التي اجتمعت في شخصه عليهالسلام ، ومنهم الصحابي الجليل جابر بن عبد اللّه الأنصاري.
قال جابر بن يزيد الجعفي : « دخل جابر بن عبد اللّه الأنصاري على علي بن الحسين عليهماالسلام ، فبينا يحدّثه إذ خرج محمد بن علي الباقر عليهالسلام من عند نسائه ، وعلى رأسه ذؤابة ، وهو غلام ، فلما بصر به جابر ارتعدت فرائصه ، وقامت كل شعرة على جسده ، ونظر إليه ملياً ، ثم قال له : يا غلام أقبل. فأقبل ، ثم قال له : أدبر فأدبر ... » (٤).
وقال أبو حمزة الثمالي : «لما كانت السنة التي حج فيها أبو جعفر محمد بن علي عليهماالسلام ، ولقيه هشام بن عبد الملك ، أقبل الناس ينثالون عليه ، فقال عكرمة :
__________________
(١) سورة المنافقون : ٦٣ / ٨.
(٢) كشف الغمة ٢ : ٣٦٣.
(٣ حلية الأولياء ٣ : ١٨٥.
(٤) كفاية الأثر : ٥٥.