واتّخذ مروان بن الحكم مصلّى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في جبانة المدينة مصلباً ، فبعثت عائشة إليه : تعست ، صلّى عليه رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، واتّخذته مصلباً! (١).
ووصف الوليد بن عبد الملك بأنّه شديد السطوة ، لا يتوقّف عند الغضب ، ولا ينظر في عاقبة ، ولا يكلّم عند سطوته ، وتهون عليه الدماء (٢).
ولغرض الإمعان في إذلال المسلمين ، كانت بنو أمية تختم في أعناقهم ، كما توسّم الخيل ، علامة لاستعبادهم ، ونقشوا أكفّ المسلمين علامة لاسترقاقهم ، كما يصنع بالعلوج من الروم والحبشة (٣).
وامتلأت بلاد المسلمين خلال هذه الحقبة بولاة القمع والجور ، قال عمر بن عبد العزيز : كان الوليد بالشام ، والحجاج بالعراق ، وعثمان بن حيان في الحجاز ، وقرة بن شريك بمصر ، امتلأت الأرض واللّه جوراً (٤). وقائمة عمال الجور طويلة فيها الكثير من الجلادين سيئي الصيت أمثال : هشام بن اسماعيل المخزومي ، وعبد اللّه بن هشام ، وإبراهيم بن هشام ، ومحمد بن هشام ، ومحمد بن يوسف ، ومحمد بن مروان ، وخالد بن عبد اللّه القسري ، وعبد الرحمن بن الضحاك ، وخالد بن عبد الملك وغيرهم ممن ملأوا الأرض جوراً وفساداً.
قال المسعودي : كان عدّة من قتله الحجّاج صبراً سوى من قتل في زحوفه وحروبه مئة ألف وعشرين ألفاً ، منهم سعيد بن جبير ، قتله في سنة ٩٤ هـ ، وكميل بن زياد النخعي ، وتوفّي الحجّاج وفي محبسه خمسون ألف رجل ،
__________________
(١) تاريخ المدينة / ابن شبة ١ : ٦٢.
(٢) التنبيه والاشراف / المسعودي : ٢٧٤.
(٣) شرح نهج البلاغة ١٥ : ٢٤٢.
(٤) تاريخ الخلفاء / السيوطي : ٢٢٣.