وكانوا يقتلون من يمتنع عن سبّه عليهالسلام ، يقول جابر الجعفي : لما أفضت الخلافة إلى بني أُمية سفكوا في أيامهم الدم الحرام ، ولعنوا أمير المؤمنين عليهالسلام على منابرهم ألف شهر ، واغتالوا شيعته في البلدان ، وقتلوهم واستأصلوا شأفتهم ، ومالأتهم على ذلك علماء السوء رغبة في حطام الدنيا ، وصارت محنتهم على الشيعة لعن أمير المؤمنين عليهالسلام ، فمن لم يلعنه قتلوه (١).
ولا يختلف إثنان في كون آل مروان من أقبح النواصب ، يقول الذهبي : في آل مروان نصب ظاهر ، سوى عمر بن عبد العزيز (٢). وقد قصد الوليد بن عبد الملك سيّد الساجدين وزين العابدين عليهالسلام ، فدسّ إليه السمّ سنة ٩٥ هـ (٣).
ووصل بهم النصب والبغض أن حاربوا حتّى مَن يتسمّى بأسمائهم ، فقد روي أن إنساناً وقف للحجّاج الثقفي فصاح به : أيها الأمير ، إنّ أهلي عقّوني فسمّوني علياً ، وإنّي فقير بائس ، وإلى صلة الأمير محتاج. فتضاحك له الحجّاج قائلاً : للطف ما توسّلت به ولّيتك موضع كذا (٤).
على أن عمر بن عبد العزيز وإن استُثني من ظاهرة النصب الأموي المرواني ، إلاّ أنّه كان ـ مع ذلك ـ محكوماً بالفكر الأموي أيضاً في تفضيل عثمان على علي عليهالسلام ، قال ميمون بن مهران : كنت أفضل علياً على عثمان ، فقال لي عمر ابن عبد العزيز : أيّهم أحبُّ إليك ، رجل أسرع في الدماء ، أو رجل أسرع في
__________________
(١) عيون المعجزات / حسين بن عبد الوهاب : ٦٩.
(٢) سير أعلام النبلاء ٥ : ١١٣.
(٣) مصباح الكفعمي : ٥٢٢ ، الفصول المهمة : ٢٠٨ ، نور الأبصار / الشبلنجي : ١٥٧.
(٤) شرح نهج البلاغة ١١ : ٤٦ ، ونحوه في ٤ : ٤٦.