وعلى منبره ، ولا ينكر عليهم منكر ، ولا يغير عليهم مغير ، فان أنكر واحد منا على لعنه قالوا : هذا ترابي ، ورفع ذلك إلى سلطانهم ، وكتب إليه : ان هذا ذكر أبا تراب بخير حتى ضرب وحبس ثم قتل. فلما سمع ذلك عليهالسلام نظر إلى السماء وقال : سبحانك! ما أعظم شأنك! إنّك أمهلت عبادك حتّى ظنّوا أنّك أهملتهم ، وهذا كلّه بعينك ، إذ لا يغلب قضاءك ، ولا يردّ تدبير محتوم أمرك ، فهو كيف شئت وأنّى شئت ، لما أنت أعلم به منّا» (١).
ومن أفعالهم في هذا الخصوص ، ما روي أن هشام بن إسماعيل المخزومي كان ظالماً مبغضاً لآل محمد صلىاللهعليهوآله ، أظهر لهم العداوة وأساء إلى آل أبي طالب والعلويين خصوصا ، قال عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي : كان هشام بن إسماعيل يسيء جوارنا ويؤذينا ، ولقي منه علي بن الحسين أذىً شديداً (٢).
ودسّ سليمان بن عبد الملك السمّ إلى عبد اللّه بن محمد بن علي بن أبي طالب ، فمات منه بالحميمة من أرض الشراة سنة ٩٧ هـ بعد أن وفد إليه (٣).
واستعمل يزيد بن عبد الملك على المدينة عبد الرحمن بن الضحّاك الفهري ، وخطب عبد الرحمن فاطمة بنت الحسين بن علي ، فأرسل إليها رجالاً يحلف باللّه لئن لم تفعلي ليضربنّ أكبر ولدها بالسياط ، فشكته فعزل عن عمله (٤).
وكان شيعة آل البيت يعرضون على البراءة من أمير المؤمنين عليهالسلام ، وتفشّت الحالة إلى الحدّ الذي سئل الإمام الباقر عليهالسلام عن فقه المسألة ، روى عبد اللّه بن
__________________
(١) عيون المعجزات / حسين بن عبد الوهاب : ٦٩.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٢١٧ ، الارشاد ٢ : ١٤٧.
(٣) مقاتل الطالبيين : ١٢٤ ، التنبيه والاشراف : ٢٩٢.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣١٢.