فبأولئك يدفع العزيز الجبار البلاء ، وباولئك يديل اللّه عز وجل من الأعداء ، وبأولئك ينزل اللّه عزوجل الغيث من السماء ، فواللّه لهؤلاء في قراء القرآن أعز من الكبريت الأحمر» (١).
ثم قال عليهالسلام : «إذا قرأتم القرآن فبينوه تبياناً ، ولا تهذّوه (٢) هذاً كهذّ الشعر ، ولا تنثروه نثر الرمل ، ولكن افرغوا له القلوب القاسية. ولا يكن هم أحدكم آخر السورة ، واقرءوه بألحان العرب وأصواتها ، واياكم ولحون أهل الكبائر ، وأعربوا به فإنّه عربي ، ولا تقرأوه هذرمة (٣) ، وإذا مررتم بآية فيها ذكر الجنة فقفوا عندها واسألوا اللّه الجنة ، وإذا مررتم بآية فيها ذكر النار فقفوا عندها وتعوذوا باللّه من النار ، وحزّنوه بأصواتكم ، فإن اللّه تعالى أوحى إلى موسى بن عمران عليهالسلام : إذا وقفت بين يدي فقف موقف الذليل الفقير ، وإذا قرأت التوراة فاسمعنيها بصوت حزين» (٤).
وعن جابر ، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام ، قال : «قلت له : إنّ قوما إذا ذُكّروا بشيء من القرآن أو حدثوا به صعق أحدهم حتى يرى أنّه لو قطعت يداه ورجلاه لم يشعر بذلك. فقال : سبحان اللّه! ذاك من الشيطان ، ما بهذا أمروا ، إنّما هو اللين والرقة والدمعة والوجل» (٥).
وعن أبي بصير عنه عليهالسلام : «ورجّع بالقرآن صوتك ، فإن اللّه يحبّ الصوت
__________________
(١) الكافي ٢ : ٦٢٧ / ١ ، أعلام الدين : ١٠١.
(٢) الهذ : السرعة في القطع والقراءة.
(٣) الهذرمة : سرعة القراءة.
(٤) أعلام الدين : ١٠١.
(٥) أمالي الصدوق : ٣٢٨ / ٣٨٧.