عزوجل : «يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ» (١). فقال عليهالسلام : اليد في كلام العرب القوّة والنعمة ، قال اللّه : «وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الاْءَيْدِ» (٢) ، وقال : «وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ» (٣) ، أي : بقوّة ، وقال : «وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ» (٤) ، أي قوّاهم ، ويقال : لفلان عندي أيادٍ كثيرة. أي فواضل واحسان ، وله عندي يد بيضاء ، أي نعمة» (٥).
٢ ـ وعن زرارة ومحمّد بن مسلم : أنّهما قالا : قلنا لأبي جعفر عليهالسلام : «ما تقول في الصلاة في السفر كيف هي ، وكم هي؟ فقال : إن اللّه عزوجل يقول : «وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الاْءَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاة» (٦) ، فصار التقصير في السفر واجباً كوجوب التمام في الحضر.
قالا : قلنا : إنما قال اللّه عزوجل : «فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ» ، ولم يقل : افعلوا ، فكيف أوجب ذلك كما أوجب التمام في الحضر؟ فقال : أو ليس قد قال اللّه عزّوجلّ في الصفا والمروة : «فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا» (٧)؟ ألا ترون أن الطواف بهما واجب مفروض؟ لأن اللّه عزّوجلّ ذكره في كتابه وصنعه نبيه صلىاللهعليهوآله ، وكذلك التقصير في السفر شيء
__________________
(١) سورة ص : ٣٨ / ٧٥.
(٢) سورة ص : ٣٨ / ١٧.
(٣) سورة الذاريات : ٥١ / ٤٧.
(٤) سورة المجادلة : ٥٨ / ٢٢.
(٥) التوحيد : ١٥٣ / ١.
(٦) سورة النساء : ٤ / ١٠١.
(٧) سورة البقرة : ٢ / ١٥٨.