وعن أبي الصباح الكناني ، عنه عليهالسلام قال : «قيل لأمير المؤمنين عليهالسلام : من شهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمداً رسول اللّه ، كان مؤمناً؟ قال : فأين فرائض اللّه؟
قال : وسمعته يقول : كان علي عليهالسلام يقول : لو كان الإيمان كلاماً لم ينزل فيه صوم ولا صلاة ولا حلال ولا حرام.
قال : وقلت لأبي جعفر عليهالسلام : إنّ عندنا قوماً يقولون : إذا شهد أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمداً رسول اللّه ، فهو مؤمن. قال عليهالسلام : فلِمَ يضربون الحدود ، ولِم تُقطع أيديهم؟! وما خلق اللّه عزّوجلّ خلقاً أكرم على اللّه عزّوجلّ من المؤمن ، لأنّ الملائكة خدّام المؤمنين ، وأنّ جوار اللّه للمؤمنين ، وأنّ الجنّة للمؤمنين ، وأنّ الحور العين للمؤمنين ، ثم قال عليهالسلام : فما بال من جحد الفرائض كان كافراً؟» (١).
وتقوّل بعضهم على الإمام الباقر عليهالسلام أنّه قال : اذا عرفت فاعمل ما شئت ، تماشياً مع ما يذهب إليه مروّجو الإرجاء ، فصحّح الإمام الصادق عليهالسلام هذا الحديث مبيّناً وجه التحريف فيه ، قال فضيل بن عثمان : سُئل أبو عبد اللّه عليهالسلام فقيل له : إنّ هؤلاء الأخابث يروون عن أبيك يقولون : إنّ أباك عليهالسلام قال : إذا عرفت فاعمل ما شئت ، فهم يستحلّون بعد ذلك كلّ محرم. قال عليهالسلام : «ما لهم لعنهم اللّه؟! إنّما قال أبي عليهالسلام : إذا عرفت الحقّ فاعمل ما شئت من خير يقبل منك» (٢).
__________________
(١) الكافي ٢ : ٣٣ / ٢.
(٢) معاني الأخبار : ١٨١.