معصية ، ولا ينقصه عمل!
روي أنّه لما استخلف يزيد بن عبد الملك (١٠١ ـ ١٠٥ هـ ) قال : سيروا سيرة عمر بن عبدالعزيز ، فأتوه بأربعين شيخاً شهدوا له أن الخلفاء لا حساب عليهم ولا عذاب (١) ، فأقبل على الجور والبذخ ، وانهمك بالشرب وسماع الغناء.
ويشير طاوس اليماني لآثار هذا الاعتقاد في أفكار الناس بقوله : عجبت لإخواننا من أهل العراق يسمّون الحجّاج مؤمناً ، قال الذهبي : يشير إلى المرجئة منهم ، الذين يقولون : هو مؤمن كامل الإيمان مع عسفه وسفكه الدماء وسبّه الصحابة (٢).
ووقف أئمّة أهل البيت عليهمالسلام بوجه هذا الفكر الهدّام ، فروي عن الإمام الباقر عليهالسلام أنّه لعن المرجئة ، وقال في حديث : «اللهمّ العن المرجئة ، فإنّهم أعداؤنا في الدنيا والآخرة» (٣).
وهناك المزيد من الحديث الوارد عن الإمام الباقر عليهالسلام ينقض فيها أفكار المرجئة صيانة لأفكار الناس ، وإن لم يسمهم تقية من بطش السلطة ، فأكد في حديثه لبعض شيعته أن الإيمان قول وعمل ، قال عليهالسلام : «ما تنال شفاعتنا إلاّ بالتقوى والورع والعمل الصالح والجدّ والاجتهاد ، فلا تغترّوا بالعمل ويسقط عنكم ، فإذن أنتم أعزّ على اللّه منّا» (٤). وقال عليهالسلام : «الإيمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل» (٥).
__________________
(١) تاريخ الخلفاء : ٢٤٦.
(٢) سير أعلام النبلاء ٥ : ٤٤.
(٣) الكافي ٨ : ٢٧٦ / ٤١٧.
(٤) أعلام الدين في صفات المؤمنين / الديلمي : ١٤٣.
(٥) تحف العقول : ٢٩٧.