باطل ، ومن إذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق ، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له.
فدعا عمر بداوة وبياض وكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم ، هذا ما ردّ عمر ابن عبد العزيز ظلامة محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم بفدك» (١).
وحينما وفد الإمام الباقر عليهالسلام إلى الشام في جملة الفقهاء ، بأمر عمر بن عبد العزيز ، دخل أبو جعفر عليهالسلام على عمر فقال : «يا أبا جعفر أوصني. قال عليهالسلام : أوصيك أن تتّخذ صغير المسلمين ولداً ، وأوسطهم أخاً ، وكبيرهم أباً ، فارحم ولدك ، وصِل أخاك ، وبِر أباك ، وإذا صنعت معروفاً فربّه» (٢).
ورواه ابن عساكر عن أبي حمزة ، وزاد فيه : قال عمر : رحمك اللّه جمعت لنا رأسها ، ان أخذنا به ، وأعاننا اللّه عليه ، استقامت لنا الخيرات إن شاء اللّه (٣).
ومن المسائل التي أعضلت على الحكام ، ولم يهتدوا إلى وجه الصواب فيها ، فاستوجبت تدخّل الإمام عليهالسلام ، ما نقل في التاريخ أن ملك الروم هدّد عبد الملك ابن مروان حين أراد عبد الملك تبديل العملة الرومية المتداولة آنذاك ، فأنكره واستشاط غيظاً ، فكتب إلى عبد الملك يتهدّده بأن ينقش على الدراهم والدنانير شتم النبي صلىاللهعليهوآله ، فتحيّر عبد الملك كيف يمكن أن يتراجع عن موقفه الذي يضعف موقف الدولة ، وإذا لم يتراجع فسوف يصدر ملك الروم عملة ينقش فيها سبّ النبي صلىاللهعليهوآله ، فأشار إليه روح بن زنباع أن يرسل إلى الباقر عليهالسلام
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٣٧.
(٢) أمالي القالي ٢ : ٣٠٨.
(٣) تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٧٠.