إلى اللّه لينقذ المسلمين من محنتهم ، وينزل عقابه الصارم بالمردة الظالمين لعنة اللّه عليهم أجمعين.
قال عليهالسلام في قنوته : «اللّهمّ إنّ عدوي قد استسن في غلوائه ، واستمرّ في عدوانه ، وأمن بما شمله من الحلم عاقبة جرأته عليك ، وتمرّد في مباينتك ، ولك اللّهمّ لحظات سخط بياتاً وهم نائمون ، ونهاراً وهم غافلون ، وجهرة وهم يلعبون ، وبغتة وهم ساهون ، وإن الخناق قد اشتدّ ، والوثاق قد احتدّ ، والقلوب قد شجيت ، والعقول قد تنكرت ، والصبر قد أودى ، وكادت تنقطع حبائله ، فإنّك لبالمرصاد من الظالم ، ومشاهدة من الكاظم ، لا يعجلك فوت درك ، ولا يعجزك احتجاز محتجز ، وإنّما مهّلته استثباتاً ، وحجّتك على الأحوال البالغة الدامغة ، ولعبدك ضعف البشرية وعجز الإنسانية ، ولك سلطان الإلهية ، وملكة الربوبية ، وبطشة الأناة ، وعقوبة التأبيد.
اللّهمّ فإن كان في المصابرة لحرارة المعان من الظالمين ، وكيد من نشاهد من المبدلين ، رضىً لك ومثوبةً منك ، فهب لنا مزيداً من التأييد ، وعوناً من التسديد ، إلى حين نفوذ مشيّتك فيمن أسعدته وأشقيته من بريّتك ، وامنُن علينا بالتسليم لمحتومات أقضيتك ، والتجرّع لواردات أقدارك ، وهب لنا محبّة لما أحببت في متقدّم ومتأخّر ومتعجّل ومتأجّل ، والإيثار لما اخترت في مستقرب ومستبعد ، ولا تخلنا اللّهمّ مع ذلك من عواطف رأفتك ورحمتك وكفايتك وحسن كلاءتك بمنّك وكرمك» (١).
وله عليهالسلام في ذات السياق دعاء يقول في بعض أجزائه : «اللّهمّ فإنّ القلوب قد بلغت الحناجر ، والنفوس قد علت التراقي ، والأعمار قذ نفدت بالانتظار ، لا
__________________
(١) بحار الأنوار ٨٢ : ٢١٦.