وسبط لا يذوق الموت (١) |
|
حتّى يقود الخيل يقدمها اللواءُ |
يغيبُ فلا يرى منهم (٢) زمانا |
|
برضوى (٣) عنده عسل وماءُ (٤) |
ورغم اعتقاده الكيساني إلاّ أنّه كان على مودّة من الإمام الباقر عليهالسلام ، يدلّ عليه ما رواه السيد المرتضى أنّ رجلاً نظر إلى كثير وهو راكب ، والإمام أبو جعفر عليهالسلام يمشي ، فأنكر عليه ذلك وقال له : أتركب وأبو جعفر يمشي؟! فأجابه كثير قائلاً : هو أمرني بذلك ، وأنا بطاعته في الركوب ، أفضل من عصياني إيّاه بالمشي (٥).
ويبدو أنّ كثيراً لم يكن جادّاً في مدح بني أمية ، ولا مؤمناً بما يقوله فيهم ، روى المرزباني عن أبي عبد الرحمن الخزاعي ، قال : إنّ الباقر عليهالسلام قال له : «تزعم أنّك من شيعتنا وتمدح آل مروان؟!» فقال : إنّما أسخر منهم ، وأجعلهم حيّات وعقارب ، وآخذ أموالهم ، ألم تسمع إلى قولي في عبد العزيز بن مروان :
وكنت عتبت معتبة فلجت |
|
بي الغلواء في سنن العتاب |
فما زالت رقاك تسل ضغني |
|
وتخرج من مكامنها ضبابي |
ويرقيني لك الراقون حتّى |
|
أجابك حيّة تحت الحجاب |
__________________
(١) في الأغاني : وسبطٌ لا تراه العينُ.
(٢) في الأغاني والشعر والشعراء : تغيَّبَ لا يُرى عنهم ، وفي إكمال الدين : يغيب فلا يُرى عنّا.
(٣) رضوى : جبل بالمدينة ، وهو الجبل الذي تزعم الكيسانية أنَّ محمّد بن الحنفية مقيم به حي يرزق. معجم البلدان ٣ : ٥١.
(٤) المقالات والفرق : ٢٩ ، شرح ديوان كثير ٢ : ١٨٦ ، الأغاني ٨ : ٣١ ، الشعر والشعراء : ٣٥٠ ، إكمال الدين : ٣٢ ، تذكرة الخواص : ٢٩٣ ، الفصول المختارة : ٢٤٢.
(٥) الأمالي / السيد المرتضى ١ : ٢٠٤.