من علم الدين والآثار والسنّة وعلم القرآن والسيرة وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر عليهالسلام ، وروى عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء فقهاء المسلمين ، وصار بالفضل به علماً لأهله تضرب به الأمثال ، وتسير بوصفه الآثار والأشعار.
وفيه يقول القرظي :
يا باقر العلم لأهل التّقى |
|
وخير من لبّى على الأجبل (١) |
وقال مالك بن أعين الجهني فيه عليهالسلام :
إذا طلب الناس علم القرا |
|
ن كانت قريش عليه عيالا |
وإن قيل أين ابن بنت النبي |
|
نلت بذاك فروعاً طوالا |
نجوم تهلّل للمدلجين |
|
جبال تورث علماً جبالا (٢) |
وإلى جانب تواتر النص عليه من أبيه ، ذكر بعض العلماء الدليل العقلي على إمامته المتعلّق بوجوب الإمامة عقلاً في كلّ زمان ، وعدم ادّعاء الإمامة في أيام أبي جعفر الباقر عليهالسلام سواه ، فثبتت فيه ، لاستحالة خلوّ الزمان من إمام معصوم.
قال ابن شهر آشوب : الذي يدلّ على إمامته ما ثبت من وجوب الإمامة ، وكون الإمام معصوماً ومنصوصاً عليه ، وإن الحقّ لا يخرج من بين الاُمّة (٣).
وقال الطبرسي : الدليل على إمامته ما قدّمناه بعينه في إمامة أبيه من اعتبار وجوب العصمة ، وبطلان قول كلّ من ادّعى حياة الأموات ، ودلائل العقول
__________________
(١) البيت في تاريخ دمشق ٤٥ : ٢٧١ ، مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٢٩ ، شرح الأخبار ٣ : ٢٨١ ، روضة الواعظين : ٢٠٧ ، وفيات الأعيان ٤ : ١٧٤.
(٢) الإرشاد / الشيخ المفيد ٢ : ١٥٧ ، والأبيات تقدّم تخريجها.
(٣) مناقب آل أبي طالب / ابن شهر آشوب ٣ : ٣٤١.