على انتصاف الليل ، أي النصف من غروب الشمس إلى طلوعها على غرار نصف النهار.
بيد أن عمر بن حنظلة لم يوثق فلا تصلح إلا للتأييد.
ولا يخفى أن كون الانحدار المزبور علامة على الانتصاف موقوف على أمرين :
أحدهما : إرادة النجوم الطالعة أول الليل وعند الغروب.
ثانيهما : إرادة النجوم الدائرة في مدار الشمس والمتحدة معها في مداراتها ضرورة أنها مختلفة ، ومن ثم قد يكون الليل أطول من النهار ، وقد يكون أقصر وربما يتساويان أي المدارات.
فإنه لو انتفى الأمر الأول فكانت النجوم طالعة قبل الغروب بأمتار أو بعده بزمان ، فلا جرم تنحدر قبل الانتصاف في الأول وبعده في الثاني ، فلا يكون انحدارها دليلاً على الانتصاف ، كما أنه لو انتفى الأمر الثاني فاختلف المدار وكان مسير الشمس ومدارها ليلاً أربع عشرة ساعة مثلاً وسير النجوم أقل من ذلك أو بالعكس ، فإنها تنحدر قبل الانتصاف أو بعده بطبيعة الحال وإن اتحدت معها في الطلوع.
نعم ، مع الاتحاد من كلتا الناحيتين كان انحدارها علامة على الانتصاف ، شريطة اللحاظ من الغروب إلى طلوع الشمس كما عرفت. وأما لو لوحظ الانتصاف منه إلى طلوع الفجر فكلاّ ، ضرورة تحقق الانتصاف حينئذ قبل الانحدار.
ثانيتهما : رواية أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام « قال : دلوك الشمس زوالها ، وغسق الليل بمنزلة الزوال من النهار » (١) فإنها ظاهرة الدلالة على تحقق الانتصاف عند ما تزول الشمس عن دائرة نصف الليل المحاذية لدائرة نصف
__________________
(١) الوسائل ٤ : ٢٧٣ / أبواب المواقيت ب ٥٥ ح ٢.