يقول : أما أنتم فشباب تؤخرون ، وأما أنا فشيخ اعجّل ، فكان يصلي صلاة الليل أول الليل » (١).
أما من حيث السند فليس فيه من يغمز فيه ما عدا محمد بن إسماعيل الذي يروي عنه الكليني ، وهو يروي عن الفضل بن شاذان حيث إنه مردد بين النيسابوري الخالي عن التوثيق والتضعيف ، وبين البرمكي الذي وثقه النجاشي (٢) وإن ضعّفه ابن الغضائري (٣) أيضاً ، إذ لا عبرة بتضعيفه كما مرّ غير مرّة ، وأما احتمال كونه ابن بزيع فضعيف جدّاً ، لبعد العهد بينه وبين الكليني.
وكيف ما كان ، فقد ذكروا وجوهاً للتمييز والترجيح ولكنا في غنى عنه والبحث حوله قليل الجدوى ، لوقوع الرجل بعين هذا السند أعني : محمد بن يعقوب عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان في أسناد كامل الزيارات ، فهو أيّاً من كان موثق بتوثيق ابن قولويه (٤).
ودعوى معارضته بتضعيف ابن الغضائري لو أُريد به البرمكي قد عرفت الجواب عنها آنفاً ، وأن الرجل أعني ابن الغضائري وإن كان من الأجلاء وقد اعتمد عليه الشيخ والنجاشي وغيرهما إلا أن الكتاب المنسوب إليه الحاوي لتوثيقاته وتضعيفاته لم تثبت صحة نسبته إليه ، فلا يصح التعويل عليه ، إذن فتوثيق ابن قولويه سليم عن المعارض.
على أن الأظهر أنّ الرجل هو النيسابوري ، لأنه تلميذ الفضل بن شاذان الذي يروي عنه ، وقد تصدى لترجمته وبيان حالاته ، ولأن الكليني لا يروي عن البرمكي بلا واسطة ، فلا مجال للنقاش في السند بوجه.
غير أن الدلالة قاصرة ، نظراً إلى أنّ موردها السفر ، وقد عرفت فيما سبق
__________________
(١) الوسائل ٤ : ٢٥٤ / أبواب المواقيت ب ٤٤ ح ١٨. الكافي ٣ : ٤٤٠ / ٦.
(٢) رجال النجاشي : ٣٤١ / ٩١٥.
(٣) الخلاصة : ٢٥٨ / ٨٨٧.
(٤) حسب الرأي السابق المعدول عنه.