فمنها : ما رواه الشيخ بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسن بن الحسين ، عن عبد الله بن محمد الحجال عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليهالسلام : « إن الله تعالى جعل الكعبة قبلة لأهل المسجد ، وجعل المسجد قبلة لأهل الحرم ، وجعل الحرم قبلة لأهل الدنيا » (١).
فان الحسن بن الحسين اللؤلؤي وإن وثقه النجاشي (٢) لكن ضعّفه شيخ الصدوق محمد بن الحسن بن الوليد (٣) ، حيث إنه استثنى من روايات محمد ابن أحمد بن يحيى ما ينفرد به الحسن بن الحسين. كما أن عبد الله بن محمد الحجال مهمل في كتب الرجال ، نعم هو موجود في كتاب كامل الزيارات. فلو اكتفينا في توثيق الرجل بذلك واعتمدنا على توثيق النجاشي في سابقه وقدّمناه على تضعيف ابن الوليد لم يكن ذلك أيضاً مجدياً في تصحيح السند ، إذ الرواية بعد مرسلة فلا يمكن الاعتماد عليها.
ومنها : ما رواه أيضاً بإسناده عن أبي العباس بن عقدة عن الحسين بن محمد بن حازم ، عن تغلب بن الضحاك ، عن بشر بن جعفر الجعفي ، عن جعفر بن محمد عليهالسلام قال : « سمعته يقول : البيت قبلة لأهل المسجد ، والمسجد قبلة لأهل الحرم ، والحرم قبلة للناس جميعاً » (٤) ورجال السند بأجمعهم بين مجهول ومهمل كما لا يخفى ، وقد أشار الشيخ إلى بعضهم في رجاله من دون تعرض لحالهم.
ومنها : مرسلة الصدوق قال « قال الصادق عليهالسلام : إن الله تبارك وتعالى جعل الكعبة قبلة لأهل المسجد ، وجعل المسجد قبلة لأهل الحرم ، وجعل الحرم قبلة لأهل الدنيا » (٥) وبما أن ألفاظ هذه الرواية متحدة مع الاولى
__________________
(١) الوسائل ٤ : ٣٠٣ / أبواب القبلة ب ٣ ح ١.
(٢) رجال النجاشي : ٤٠ / ٨٣.
(٣) رجال النجاشي : ٣٤٨ / ٩٣٩.
(٤) الوسائل ٤ : ٣٠٤ / أبواب القبلة ب ٣ ح ٢.
(٥) الوسائل ٤ : ٣٠٤ / أبواب القبلة ب ٣ ح ٣. الفقيه ١ : ١٧٧ / ٨٤١.