أن يجعل ... » إلخ المبالغة في شدّة الاهتمام بشأن الصلاة ومزيد العناية بالمحافظة عليها في أوقاتها وعدم تأجيلها إلى الوقت الثاني من غير عذر ، إذ هي عمود الدين والمائز بين المسلمين والكافرين ، فلا ينبغي التساهل والتسامح بالتأخير عن الوقت الأول ، لا أنه عصيان وإثم كي يختص الوقت بالمختار ، وإنما هو أفضل من الوقت الثاني كما عرفت.
ومنها : ما رواه الصدوق في الفقيه مرسلاً قال : « قال الصادق عليهالسلام أوّله رضوان الله وآخره عفو الله ، والعفو لا يكون إلا عن ذنب » (١).
وفيه : مضافاً إلى ضعف السند بالإرسال ، أنّ من المظنون قويّاً أن يكون الذيل أعني قوله : والعفو لا يكون ... إلخ من كلام الصدوق (٢) لا من تتمة الخبر كما يتفق ذلك كثيراً في كلماته.
وعليه فالمستفاد من الخبر مع قطع النظر عن الذيل ، أن الصلاة أوّل الوقت نتيجتها الرضوان من الله الذي أُشير إليه في قوله تعالى ( وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ) (٣) فالربح المترتب عليها أكثر ، بخلاف الصلاة في آخره ، فإن غاية ما يترتب عليها هو العفو عن السيئات وغفران الذنوب ، فمتعلق العفو هو سائر السيئات لا تأخير الصلاة كي يكون ذنباً.
ومنها : ما رواه الشيخ في التهذيب عن ربعي عن أبي عبد الله عليهالسلام « قال : إنّا لنقدّم ونؤخّر ، وليس كما يقال : من أخطأ وقت الصلاة فقد هلك ، وإنما الرخصة للناسي والمريض والمدنف والمسافر والنائم في تأخيرها » (٤).
وفيه أوّلاً : أنها ضعيفة السند بإسماعيل بن سهل فإنه لم يوثق.
__________________
(١) الوسائل ٤ : ١٢٣ / أبواب المواقيت ب ٣ ح ١٦ ، الفقيه ١ : ١٤٠ / ٦٥١.
(٢) ولكن يبعّده ورود مضمونه في مرسلة الدعائم عن الصادق (ع) « والعفو لا يكون إلا عن تقصير » [ دعائم الإسلام ١ : ١٣٧ ].
(٣) التوبة ٩ : ٧٢.
(٤) الوسائل ٤ : ١٣٩ / أبواب المواقيت ب ٧ ح ٧. التهذيب ٢ : ٤١ / ١٣٢.