الزائدتين أو المضارع اجتلبت همزة الوصل ، وتبعه على ذلك ابنه فلا نعلم أحدا تقدمه إلى ذلك ، قال شيخ العربية الإمام أبو محمد عبد الله بن هشام فى آخر توضيحه : ولم يخلق الله تعالى همزة وصل فى أول المضاع وانما ادغام هذا النوع فى الوصل دون الابتداء وبذلك قرأ البزى فى الوصل ( وَلا تَيَمَّمُوا ) ، ( وَلا تَبَرَّجْنَ ) ، و ( كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ ) واذا أردت التحقيق فى الابتداء فخذفت احدى التاءين وهى الثانية لا الأولى خلافا لهشام وذلك جائز فى الوصل أيضا انتهى ( قلت ) وهذا هو الصواب ولكن عند أئمة القراءة فى ذلك تفصيل فما كتب منه بتاء واحدة ابتدئ بتاء واحدة كما ذكر وما كتب بتاءين نحو : ( ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ) أدغم وصلا وابتدئ بتاءين مخففتين اتباعا للرسم والله أعلم. وروى ابن الفحام والطبرى والحمامى والعراقيون عنهم قاطبة عن النقاش عن أبى ربيعة عن البزى تخفيف هذه التاء من هذه المواضع المذكورة وبذلك قرأه الباقون الا أن أبا جعفر وافق على تشديد التاء من قوله : ( لا تَناصَرُونَ ) فى الصافات وكذلك وافق رويس على تشديد ( ناراً تَلَظَّى ) فى الليل. وانفرد أبو الحسن بن فارس فى جامعه بتشديد هذه التاءات عن قنبل أيضا من جميع طرقه فخالف سائر الناس والله أعلم. وقد روى الحافظ أبو عمرو الدانى فى كتابه جامع البيان فقال وحدثنى أبو الفرج محمد ابن عبد الله النجاد المقرى عن أبى الفتح أحمد بن عبد العزيز بن بدهن عن أبى بكر الزينبى عن أبى ربيعة عن البزى عن أصحابه عن ابن كثير أنه شدد التاء فى قوله فى آل عمران ( وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ ) وفى الواقعة ( فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ) قال الدانى وذلك قياس قول أبى ربيعة لأنه جعل التشديد فى الباب مطردا ولم يحصره بعدد وكذلك فعل البزى فى كتابه ( قلت ) ولم أعلم أحدا ذكر هذين الحرفين سوى الدانى من هذه الطريق. وأما النجاد فهو من أئمة القراءة المبرزين الضابطين ولو لا ذلك لما اعتمد الدانى على نقله وانفراده بهما مع أن الدانى لم يقرأ بهما على أحد من شيوخه ولم يقع لنا تشديدهما إلا من طريق الدانى