للكلام فيه مجالاً ، (١) بل نحن ندخل في نفس الموضوع الذي نسب إليهم مباشرة ، ونعلنها صريحة وواضحة من الآن : أننا لا نوافقهم على هذا الرأي المنسوب إليهم ، بل نقول :
إن هذا الرجل سُنيٌ متعصب ، ومهتم بتشييد مباني مذهبه ، وإثارة الشبهات حول صحة التشيُّع ، ويسعى جاهداً لزعزعة مبانيه ، وتشويه معالمه ، كما سيتضح من هذه الدراسة ، فإلى ما يلي من صفحات ..
والحمد لله ، وصلاته وسلامه على عباده الذين اصطفى محمد وآله ..
جعفر مرتضى الحسيني العاملي
عيثا الجبل (عيثا الزط سابقاً)
١٢ شهر جمادى الأولى ١٤٢٤ هـ
__________________
(١) وقد أوجز بعض الأخوة أمر هذه النسبة إليهم على النحو التالي : أما بالنسبة للمجلسي الأول ، فقد حاول المتصوفة اتهامه بما ذكر ، فبرأه المجلسي الثاني رحمه الله ، وكذبهم ، فراجع رسالته في الاعتقادات.
وأما البهائي ، فإنه إنما يورد ما يستحسنه من كلمات ، تتوافق مع أغراضه في تآليفه. كما أن بعض كلماته وأشعاره ربما أوهمت أن لديه ميلاً إلى طريقة أهل التصوف .. وليست نسبة التصوف إليه إلا مثل دعوى أهل السنة أنه منهم ، حين رأوا مداراته لهم ..
وأما بالنسبة للفيض ، فإنه قد تنقل من حال إلى حال ، من الفلسفة إلى التصوف ، إلى الإخبارية ، إلى طريقة الفقهاء. وقد هاجم المتصوفة وابن العربي بالذات ، خصوصاً في موضوع : أنه لم يسأل ربه أن يعرفه إمام زمانه ، فراجع أواخر كتاب بشارات الشيعة .. فقد اعتبر هذا خذلاناً من الله ، وأن الشياطين قد استهوت ابن عربي ونسبه إلى سوء الأدب أيضاً , وغير ذلك ..
وأما التستري ، فقد كان متفانياً في حبه لأهل البيت عليهمالسلام ، حريصاً على إثبات تشيع كل من أثيرت شبهة حول تشيعه ، وهذا ظاهر في كتابه : مجالس المؤمنين.
وأما ابن فهد ، فلا نعرف منشأ نسبة هذا الرأي إليه لننظر فيه. وما عدا هؤلاء فإن الأمر في شأنهم سهل ..